منتديات الـــعـــا بــد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الـــعـــا بــد

اسلامي . اجتماعى . ثقافي .عائلي ترفيهي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلا وسهلا بكم في منتديات العابــــــد يسعدنا تواجدكم والتواصل معنا اخر عضوه مسجله انثي حالمه اهلا وسهلا بحضرتها
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» حقيقـــة العلم وحقيقـــــة الإيمان للإمام ابن القيم الجوزية _رحمه الله_
تابع نبي الله يوسف المشهد Icon_minitimeالسبت مايو 04, 2013 10:31 am من طرف صبر جميل

» كتاب الطب النبوي للذهبي
تابع نبي الله يوسف المشهد Icon_minitimeالجمعة أبريل 26, 2013 1:41 am من طرف اميره القصر

» أهمية خطبة الجمعة في الإسلام
تابع نبي الله يوسف المشهد Icon_minitimeالجمعة مارس 29, 2013 2:18 pm من طرف امين

» اى هذه الجواهر تمتلك بك صراحه
تابع نبي الله يوسف المشهد Icon_minitimeالجمعة مارس 29, 2013 1:09 pm من طرف امين

» لن ينجى احد منكم عمله
تابع نبي الله يوسف المشهد Icon_minitimeالجمعة مارس 29, 2013 1:09 pm من طرف امين

» مكفرات الذنوب
تابع نبي الله يوسف المشهد Icon_minitimeالجمعة مارس 29, 2013 1:09 pm من طرف امين

» مظاهر الجفاء نحو النبى صلى الله عليه وسلم
تابع نبي الله يوسف المشهد Icon_minitimeالجمعة مارس 29, 2013 1:08 pm من طرف امين

» وصيه بليغه
تابع نبي الله يوسف المشهد Icon_minitimeالجمعة مارس 29, 2013 1:08 pm من طرف امين

» نون للقرآن وعلومه
تابع نبي الله يوسف المشهد Icon_minitimeالإثنين مارس 25, 2013 8:02 pm من طرف امين

تابع نبي الله يوسف المشهد Fb110
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ايمن غريب
تابع نبي الله يوسف المشهد I_vote_rcapتابع نبي الله يوسف المشهد I_voting_barتابع نبي الله يوسف المشهد I_vote_lcap 
محمدالعابد
تابع نبي الله يوسف المشهد I_vote_rcapتابع نبي الله يوسف المشهد I_voting_barتابع نبي الله يوسف المشهد I_vote_lcap 
امين
تابع نبي الله يوسف المشهد I_vote_rcapتابع نبي الله يوسف المشهد I_voting_barتابع نبي الله يوسف المشهد I_vote_lcap 
shamirnda
تابع نبي الله يوسف المشهد I_vote_rcapتابع نبي الله يوسف المشهد I_voting_barتابع نبي الله يوسف المشهد I_vote_lcap 
ocean Heart
تابع نبي الله يوسف المشهد I_vote_rcapتابع نبي الله يوسف المشهد I_voting_barتابع نبي الله يوسف المشهد I_vote_lcap 
ميرو
تابع نبي الله يوسف المشهد I_vote_rcapتابع نبي الله يوسف المشهد I_voting_barتابع نبي الله يوسف المشهد I_vote_lcap 
اميره القصر
تابع نبي الله يوسف المشهد I_vote_rcapتابع نبي الله يوسف المشهد I_voting_barتابع نبي الله يوسف المشهد I_vote_lcap 
فراوله
تابع نبي الله يوسف المشهد I_vote_rcapتابع نبي الله يوسف المشهد I_voting_barتابع نبي الله يوسف المشهد I_vote_lcap 
شوشو
تابع نبي الله يوسف المشهد I_vote_rcapتابع نبي الله يوسف المشهد I_voting_barتابع نبي الله يوسف المشهد I_vote_lcap 
صعبه المنال
تابع نبي الله يوسف المشهد I_vote_rcapتابع نبي الله يوسف المشهد I_voting_barتابع نبي الله يوسف المشهد I_vote_lcap 
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 8 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 8 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 54 بتاريخ الأحد نوفمبر 24, 2024 7:54 am

 

 تابع نبي الله يوسف المشهد

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
اميره القصر
نائب المدير
نائب المدير
اميره القصر


تابع نبي الله يوسف المشهد KuwaitC
القوس
عدد المساهمات : 115
تاريخ التسجيل : 20/01/2013
العمر : 40
برجي هو : برج القوس

تابع نبي الله يوسف المشهد Empty
مُساهمةموضوع: تابع نبي الله يوسف المشهد   تابع نبي الله يوسف المشهد Icon_minitimeالسبت فبراير 02, 2013 9:23 pm

المشهد الثالث:

ندع يوسف في مصر . لنشهد يعقوب وبنيه في أرض كنعان. رجع الأخوة إلى أبيهم.. وقبل
أن ينزلوا أحمال الجمال ويفكوا متاعهم، دخلوا على أبيهم. قائلين له بعتاب: إن لم
ترسل معنا أخانا الصغير في المرة القادمة فلن يعطينا عزيز مصر الطعام. وختموا
كلامهم بوعد جديد ليعقوب عليه السلام
(وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).

ويبدوا أن هذا الوعد قد أثار كوامن يعقوب.
فهو ذاته وعدهم له في يوسف! فإذا هو يجهز بما أثاره الوعد من شجونه:

قَالَ هَلْ
آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا
وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64) (يوسف)

وفتح الأبناء
أوعيتهم ليخرجوا ما فيها من غلال.. فإذا هم يجدون فيها بضاعتهم التي ذهبوا يشترون بها.. مردودة
إليهم مع الغلال والطعام.. ورد الثمن يشير إلى عدم الرغبة في البيع، أو هو إنذار
بذلك.. وربما كان إحراجا لهم ليعودوا لسداد الثمن مرة أخرى.

وأسرع الأبناء إلى أبيهم (قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي) ..لم
نكذب عليك.. لقد رد
إلينا الثمن الذي ذهبنا نشتري به. هذا معناه أنهم لن يبيعوا لنا إلا إذا ذهب أخونا معنا.

واستمر حوارهم مع الأب.. أفهموه أن حبه لابنه والتصاقه به يفسدان مصالحهم،
ويؤثران على اقتصادهم، وهم يريدون أن يتزودوا أكثر، وسوف يحفظون أخاهم أشد الحفظ وأعظمه..
وانتهى الحوار باستسلام الأب لهم.. بشرط أن يعاهدوه على العودة بابنه، إلا إذا خرج الأمر من أيديهم وأحيط
بهم.. نصحهم الأب ألا يدخلوا -وهم أحد عشر رجلا- من باب واحد من أبواب بمصر.. كي لا
يستلفتوا انتباه أحد.. وربما خشي عليهم أبوهم شيئا كالسرقة أو الحسد.. لا يقول لنا
السياق القرآني ماذا كان الأب يخشى، ولو كان الكشف عن السبب مهما لقيل.






المشهد الرابع:

عاد إخوة يوسف الأحد عشر هذه المرة.
وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ
إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (69) (يوسف)
يقفز السياق قفزا إلى مشهد يوسف وهو يحتضن أخاه ويكشف له وحده سر قرابته، ولا ريب أن
هذا لم يحدث فور دخول الإخوة على يوسف، وإلا لانكشفت لهم قرابة يوسف، إنما وقع هذا
في خفاء وتلطف، فلم يشعر إخوته، غير أن السياق المعجز يقفز إلى أول خاطر ساور
يوسف عند دخولهم عليه ورؤيته لأخيه..
وهكذا يجعله القرآن أول عمل، لأنه أول خاطر، وهذه من دقائق التعبير
في هذا الكتاب العظيم.
يطوي السياق كذلك فترة الضيافة، وما دار فيها بين يوسف وإخوته، ويعرض مشهد الرحيل الأخير.. ها
هو ذا يوسف يدبر شيئا لإخوته.. يريد أن يحتفظ بأخيه الصغير معه.
يعلم أن احتفاظه بأخيه سيثير أحزان أبيه، وربما حركت الأحزان الجديدة أحزانه القديمة، وربما
ذكره هذا الحادث بفقد يوسف.. يعلم يوسف هذا كله.. وها هو ذا يرى أخاه.. وليس هناك
دافع قاهر لاحتفاظه به، لماذا يفعل ما فعل ويحتفظ بأخيه هكذا!؟
يكشف السياق عن السر في ذلك.. إن يوسف يتصرف بوحي من الله.. يريد
الله تعالى أن يصل
بابتلائه ليعقوب إلى الذروة.. حتى إذا جاوز به منطقة الألم البشري المحتمل وغير المحتمل،
ورآه صابرا رد عليه ابنيه معا، ورد إليه بصره.
أمر يوسف -عليه السلام-
رجاله أن يخفوا كأس الملك الذهبية في متاع أخيه خلسة.. وكانت الكأس تستخدم كمكيال للغلال..
وكانت لها قيمتها كمعيار في الوزن إلى جوار قيمتها كذهب خالص. أخفى الكأس في متاع أخيه.. وتهيأ إخوة يوسف
للرحيل، ومعهم أخوهم.. ثم أغلقت أبواب العاصمة.. (ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ
أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ)..!!
كانت صرخة الجند تعني وقوف القوافل جميعا.. وانطلق الاتهام فوق رؤوس الجميع كقضاء
خفي غامض.. أقبل الناس، وأقبل معهم إخوة يوسف..( مَّاذَا تَفْقِدُونَ)؟
هكذا تسائل إخوة يوسف.. قال الجنود: (نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ).. ضاعت كأسه
الذهبية.. ولمن يجيء بها مكافأة.. سنعطيه حمل بعير من الغلال.
قال إخوة يوسف ببراءة: لم نأت لنفسد في الأرض ونسرق! قال الحراس
(وكان يوسف قد وجههم
لما يقولونه): أي جزاء تحبون توقيعه على السارق؟
قال إخوة يوسف: في شريعتنا
نعتبر من سرق عبدا لمن سرقه.
قال الحارس: سنطبق عليكم قانونكم الخاص.. لن نطبق عليكم القانون المصري الذي يقضي
بسجن السارق.
كانت هذه الإجابة كيدا وتدبيرا من الله تعالى، ألهم يوسف أن يحدث
بها ضباطه.. ولولا هذا التدبير الإلهي لامتنع على يوسف أن يأخذ أخاه.. فقد كان
دين الملك أو قانونه لا يقضي
باسترقاق من سرق. وبدأ التفتيش.
كان هذا الحوار على منظر ومسمع من يوسف، فأمر جنوده بالبدء بتفتيش رحال
أخوته أولا قبل تفتيش رحل أخيه الصغير. كي لا يثير شبهة في نتيجة التفتيش.
اطمأن إخوة يوسف إلى براءتهم من السرقة وتنفسوا الصعداء، فلم يبقى إلا أخوهم الصغير.
وتم استخراج الكأس من رحله. فأمر يوسف بأخذ أخيه عبدا، قانونهم الذي طبقه القضاء على الحادث.
أعقب ذلك مشهد عنيف المشاعر.. إن إحساس الإخوة براحة الإنقاذ والنجاة من التهمة، جعلهم
يستديرون باللوم على شقيق يوسف (قَالُواْ إِن
يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ) إنهم يتنصلون من تهمة السرقة.. ويلقونها على
هذا الفرع من أبناء يعقوب.
سمع يوسف بأذنيه اتهامهم له، وأحس بحزن عميق.. كتم يوسف أحزانه في نفسه ولم
يظهر مشاعره.. قال بينه وبين
نفسه(أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ).
لم يكن هذا سبابا لهم،
بقدر ما كان تقريرا حكيما لقاعدة من قواعد الأمانة. أراد أن يقول بينه وبين نفسه: إنكم بهذا
القذف شر مكانا عند الله من المقذوف، لأنكم تقذفون بريئين بتهمة السرقة.. والله
أعلم بحقيقة ما تقولون.
سقط الصمت بعد تعليق الإخوة الأخير.. ثم انمحى إحساسهم بالنجاة، وتذكروا
يعقوب.. لقد أخذ عليهم عهدا غليظا، ألا يفرطوا في ابنه. وبدءوا استرحام يوسف: يوسف أيها
العزيز.. يوسف أيها الملك.. إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا
مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
قال يوسف بهدوء: كيف تريدون أن نترك من وجدنا كأس الملك عنده.. ونأخذ بدلا منه أنسانا
آخر..؟ هذا ظلم.. ونحن لا نظلم.
كانت هي الكلمة الأخيرة في الموقف. وعرفوا أن لا جدوى بعدها من الرجاء،
فانسحبوا يفكرون في موقفهم المحرج أمام أبيهم حين يرجعون.
المشهد الخامس:
عقدوا مجلسا يتشاورون فيه. لكن السياق القرآني لا يذكر أقوالهم جميعا. إنما يثبت آخرها
الذي يكشف عما انتهوا إليه. ذكر القرآن قول كبيرهم إذ ذكّرهم بالموثق المأخوذ
عليهم، كما ذكرهم بتفريطهم في يوسف من قبل. ثم يبين قراره الجازم: ألا يبرح مصر، وألا
يواجه أباه، إلا أن يأذن أبوه، أو يقضي الله له بحكم، فيخض له وينصاع. وطلب منهم أن
يرجعوا إلى أبيهم فيخبروه صراحة بأن ابنه سرق، فَاُخِذَ بما سرق. ذلك ما علموه
شهدوا به. أما إن كان بريئا، وكا هناك أمر وراء هذا الظاهر لا يعلمونه، فهم غير
موكلين بالغيب. وإن كان في شك من قولهم فليسأل أهل القرية التي كانوا فيها -أي أهل
مصر- وليسأل القافلة التي كانوا فيها، فهم لم يكونوا وحدهم، فالقوافل الكثيرة
كانت ترد مصر لتأخذ الطعام.
المشهد السادس:
فعل الأبناء ما أمرهم به أخوهم الكبير، وحكوا ليعقوب -عليه السلام-
ما حدث. استمع
يعقوب إليهم وقال بحزن صابر، وعين دامعة: (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا
فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ).
(بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) كلمته
ذاتها يوم فقد يوسف.. لكنه في هذه المرة يضيف إليها الأمل أن يرد الله عليه يوسف
وأخاه فيرد ابنه الآخر المتخلف هناك.
هذا الشعاع من أين جاء إلى قلب هذا الرجل الشيخ؟ إنه الرجاء في الله، والاتصال الوثيق به،
والشعور بوجوده ورحمته. وهو مؤمن بأن الله يعلم حاله، ويعلم ما وراء هذه الأحداث
والامتحانات. ويأتي بكل أمر في وقته المناسب، عندما تتحق حكمته في ترتيب الأسباب والنتائج.
(وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ
عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ) وهي صورة مؤثرة للوالد المفجوع. يحس أنه
منفرد بهمه، وحيد بمصابه، لا تشاركه هذه القلوب التي حوله ولا تجاوبه، فينفرد في
معزل، يندب فجيعته في ولده الحبيب يوسف. الذي لم ينسه، ولم تهوّن من مصيبته السنون،
والذي تذكره به نكبته الجديدة في أخيه الأصغر فتغلبه على صبره الجميل. أسلمه البكاء الطويل إلى فقد بصره..
أو ما يشبه فقد بصره. فصارت أمام عينيه غشاوة بسبب البكاء لا يمكن أن يرى بسببها.
والكظيم هو الحزين الذي لا يظهر حزنه. ولم يكن يعقوب -عليه السلام- يبكي أمام
أحد.. كان بكاؤه شكوى إلى الله لا يعلمها إلا الله.ثم لاحظ أبناؤه أنه لم يعد يبصر ورجحوا أنه يبكي على يوسف، وهاجموه في مشاعره
الإنسانية كأب.. حذروه بأنه سيهلك نفسه:
قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ
حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ
(85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ
مِنَ اللّهِ مَا لاَ
تَعْلَمُونَ (86) (يوسف)
ردهم جواب يعقوب إلى حقيقة بكائه.. إنه يشكو همه إلى الله.. ويعلم من
الله ما لا يعلمون.. فليتركوه في بكائه وليصرفوا همهم لشيء أجدى عليهم (يَا بَنِيَّ
اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ
يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) إنه يكشف لهم في عمق
أحزانه عن أمله في روح الله.. إنه يشعر بأن يوسف لم يمت كما أنبئوه.. لم يزل حيا،
فليذهب الإخوة بحثا عنه.. وليكن دليلهم في البحث، هذا الأمل العميق في الله


المشهد السابع:
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميره القصر
نائب المدير
نائب المدير
اميره القصر


تابع نبي الله يوسف المشهد KuwaitC
القوس
عدد المساهمات : 115
تاريخ التسجيل : 20/01/2013
العمر : 40
برجي هو : برج القوس

تابع نبي الله يوسف المشهد Empty
مُساهمةموضوع: تابع نبي الله يوسف المشهد الثامن   تابع نبي الله يوسف المشهد Icon_minitimeالسبت فبراير 02, 2013 9:27 pm

المشهد السابع:
تحركت القافلة في طريقها إلى مصر.. إخوة يوسف في طريقهم إلى العزيز.. تدهور حالهم
الاقتصادي وحالهم النفسي.. إن فقرهم وحزن أبيهم ومحاصرة المتاعب لهم، قد هدت قواهم تماما.. ها هم أولاء
يدخلون على يوسف.. معهم بضاعة رديئة.. جاءوا بثمن لا يتيح لهم شراء شيء ذي
بال.. وعندما دخلوا على يوسف - عليه السلام- رجوه أن يتصدق عليهم (فَلَمَّا دَخَلُواْ
عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ
وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَآ
إِنَّ اللّهَ يَجْزِي
الْمُتَصَدِّقِينَ) انتهى الأمر بهم إلى التسول.. إنهم يسألونه أن
يتصدق عليهم.. ويستميلون
قلبه، بتذكيره أن الله يجزي المتصدقين.


عندئذ.. وسط هوانهم وانحدار حالهم.. حدثهم يوسف بلغتهم، بغير واسطة
ولا مترجم:

قَالَ هَلْ
عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ
جَاهِلُونَ (89) قَالُواْ
أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا
إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
(90) قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91) (يوسف)

يكاد الحوار يتحرك بأدق تعبير عن مشاعرهم الداخلية.. فاجأهم عزيز مصر بسؤالهم عما
فعلوه بيوسف.. كان يتحدث بلغتهم فأدركوا أنه يوسف.. وراح الحوار يمضي فيكشف لهم
خطيئتهم معه.. لقد كادوا له
وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ


مرت السنوات، وذهب كيدهم له.. ونفذ تدبير الله المحكم الذي يقع بأعجب الأسباب.. كان إلقاؤه
في البئر هو بداية صعوده إلى
السلطة والحكم.. وكان إبعادهم له عن أبيه سببا في زيادة حب يعقوب له.
وها هو ذا يملك رقابهم
وحياتهم، وهم يقفون في موقف استجداء عطفه.. إنهم يختمون حوارهم معه بقولهم (قَالُواْ تَاللّهِ
لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ) إن روح الكلمات واعترافهم بالخطأ
يشيان بخوف مبهم غامض يجتاح
نفوسهم.. ولعلهم فكروا في انتقامه منهم وارتعدت فرائصهم.. ولعل يوسف
أحس ذلك منهم فطمأنهم بقوله
(قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ
الرَّاحِمِينَ) لا مؤاخذة، ولا لوم، انتهى الأمر من نفسي وذابت جذوره.. لم يقل لهم إنني
أسامحكم أو أغفر لكم، إنما دعا الله أن يغفر لهم، وهذا يتضمن أنه عفا عنهم وتجاوز عفوه، ومضى بعد ذلك
خطوات.. دعا الله أن يغفر لهم.. وهو نبي ودعوته مستجابة.. وذلك تسامح نراه آية الآيات
في التسامح.

ها هو ذا يوسف
ينهي حواره معهم بنقلة مفاجئة لأبيه.. يعلم أن أباه قد ابيضت عيناه
من الحزن عليه.. يعلم أنه لم
يعد يبصر.. لم يدر الحوار حول أبيه لكنه يعلم.. يحس قلبه.. خلع يوسف قميصه وأعطاه لهم (اذْهَبُواْ
بِقَمِيصِي هَـذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ
أَجْمَعِينَ). وعادت القافلة إلى فلسطين.


المشهد الثامن:
ما أنت خرجت القافلة من مصر، حتى قال يعقوب -عليه السلام- لمن حوله في
فلسطين: إني أشم رائحة يوسف، لولا أنكم تقولون في أنفسكم أنني شيخ خرِف لصدقتم ما أقول.
فرد عليه من حوله
().

لكن المفاجأة البعيدة تقع.
وصلت القافلة، وألقى البشير قميض يوسف على وجه يعقوب -عليهما السلام-
فارتدّ بصره. هنا يذكر
يعقوب حقيقة ما يعلمه من ربه (قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ
تَعْلَمُونَ).

فاععترف الأخوة بخطئهم، وطلبوا من أباهم الاستغفار لهم، فهو نبي ودعاءه مستجاب. إلا أن
يعقوب عليه السلام (قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ
الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) ونلمح هنا أن في قلب يعقوب شيئا من بنيه، وأنه لم يصف لهم بعد،
وإن كان يعدهم باستغفار الله لهم بعد أن يصفو ويسكن ويستريح.


ها هو المشهد الأخير في قصة يوسف:

بدأت قصته
برؤيا.. وها هو ذا الختام، تأويل رؤياه:


فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ
مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ (99)
وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا
وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا
تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ
أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ
الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ
هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) (يوسف)

تأمل الآن
مشاعره ورؤياه تتحقق.. إنه يدعو ربه (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ
الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي
مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا
وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ).. هي دعوة واحدة.. تَوَفَّنِي
مُسْلِمًا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميره القصر
نائب المدير
نائب المدير
اميره القصر


تابع نبي الله يوسف المشهد KuwaitC
القوس
عدد المساهمات : 115
تاريخ التسجيل : 20/01/2013
العمر : 40
برجي هو : برج القوس

تابع نبي الله يوسف المشهد Empty
مُساهمةموضوع: تابع نبي الله يوسف المحنه    تابع نبي الله يوسف المشهد Icon_minitimeالسبت فبراير 02, 2013 9:30 pm

المشهد الثالث:

ندع يوسف في مصر . لنشهد يعقوب وبنيه في أرض كنعان. رجع الأخوة إلى أبيهم.. وقبل
أن ينزلوا أحمال الجمال ويفكوا متاعهم، دخلوا على أبيهم. قائلين له بعتاب: إن لم
ترسل معنا أخانا الصغير في المرة القادمة فلن يعطينا عزيز مصر الطعام. وختموا
كلامهم بوعد جديد ليعقوب عليه السلام
(وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).

ويبدوا أن هذا الوعد قد أثار كوامن يعقوب.
فهو ذاته وعدهم له في يوسف! فإذا هو يجهز بما أثاره الوعد من شجونه:

قَالَ هَلْ
آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا
وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64) (يوسف)

وفتح الأبناء
أوعيتهم ليخرجوا ما فيها من غلال.. فإذا هم يجدون فيها بضاعتهم التي ذهبوا يشترون بها.. مردودة
إليهم مع الغلال والطعام.. ورد الثمن يشير إلى عدم الرغبة في البيع، أو هو إنذار
بذلك.. وربما كان إحراجا لهم ليعودوا لسداد الثمن مرة أخرى.

وأسرع الأبناء إلى أبيهم (قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي) ..لم
نكذب عليك.. لقد رد
إلينا الثمن الذي ذهبنا نشتري به. هذا معناه أنهم لن يبيعوا لنا إلا إذا ذهب أخونا معنا.

واستمر حوارهم مع الأب.. أفهموه أن حبه لابنه والتصاقه به يفسدان مصالحهم،
ويؤثران على اقتصادهم، وهم يريدون أن يتزودوا أكثر، وسوف يحفظون أخاهم أشد الحفظ وأعظمه..
وانتهى الحوار باستسلام الأب لهم.. بشرط أن يعاهدوه على العودة بابنه، إلا إذا خرج الأمر من أيديهم وأحيط
بهم.. نصحهم الأب ألا يدخلوا -وهم أحد عشر رجلا- من باب واحد من أبواب بمصر.. كي لا
يستلفتوا انتباه أحد.. وربما خشي عليهم أبوهم شيئا كالسرقة أو الحسد.. لا يقول لنا
السياق القرآني ماذا كان الأب يخشى، ولو كان الكشف عن السبب مهما لقيل.






المشهد الرابع:

عاد إخوة يوسف الأحد عشر هذه المرة.
وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ
إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (69) (يوسف)
يقفز السياق قفزا إلى مشهد يوسف وهو يحتضن أخاه ويكشف له وحده سر قرابته، ولا ريب أن
هذا لم يحدث فور دخول الإخوة على يوسف، وإلا لانكشفت لهم قرابة يوسف، إنما وقع هذا
في خفاء وتلطف، فلم يشعر إخوته، غير أن السياق المعجز يقفز إلى أول خاطر ساور
يوسف عند دخولهم عليه ورؤيته لأخيه..
وهكذا يجعله القرآن أول عمل، لأنه أول خاطر، وهذه من دقائق التعبير
في هذا الكتاب العظيم.
يطوي السياق كذلك فترة الضيافة، وما دار فيها بين يوسف وإخوته، ويعرض مشهد الرحيل الأخير.. ها
هو ذا يوسف يدبر شيئا لإخوته.. يريد أن يحتفظ بأخيه الصغير معه.
يعلم أن احتفاظه بأخيه سيثير أحزان أبيه، وربما حركت الأحزان الجديدة أحزانه القديمة، وربما
ذكره هذا الحادث بفقد يوسف.. يعلم يوسف هذا كله.. وها هو ذا يرى أخاه.. وليس هناك
دافع قاهر لاحتفاظه به، لماذا يفعل ما فعل ويحتفظ بأخيه هكذا!؟
يكشف السياق عن السر في ذلك.. إن يوسف يتصرف بوحي من الله.. يريد
الله تعالى أن يصل
بابتلائه ليعقوب إلى الذروة.. حتى إذا جاوز به منطقة الألم البشري المحتمل وغير المحتمل،
ورآه صابرا رد عليه ابنيه معا، ورد إليه بصره.
أمر يوسف -عليه السلام-
رجاله أن يخفوا كأس الملك الذهبية في متاع أخيه خلسة.. وكانت الكأس تستخدم كمكيال للغلال..
وكانت لها قيمتها كمعيار في الوزن إلى جوار قيمتها كذهب خالص. أخفى الكأس في متاع أخيه.. وتهيأ إخوة يوسف
للرحيل، ومعهم أخوهم.. ثم أغلقت أبواب العاصمة.. (ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ
أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ)..!!
كانت صرخة الجند تعني وقوف القوافل جميعا.. وانطلق الاتهام فوق رؤوس الجميع كقضاء
خفي غامض.. أقبل الناس، وأقبل معهم إخوة يوسف..( مَّاذَا تَفْقِدُونَ)؟
هكذا تسائل إخوة يوسف.. قال الجنود: (نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ).. ضاعت كأسه
الذهبية.. ولمن يجيء بها مكافأة.. سنعطيه حمل بعير من الغلال.
قال إخوة يوسف ببراءة: لم نأت لنفسد في الأرض ونسرق! قال الحراس
(وكان يوسف قد وجههم
لما يقولونه): أي جزاء تحبون توقيعه على السارق؟
قال إخوة يوسف: في شريعتنا
نعتبر من سرق عبدا لمن سرقه.
قال الحارس: سنطبق عليكم قانونكم الخاص.. لن نطبق عليكم القانون المصري الذي يقضي
بسجن السارق.
كانت هذه الإجابة كيدا وتدبيرا من الله تعالى، ألهم يوسف أن يحدث
بها ضباطه.. ولولا هذا التدبير الإلهي لامتنع على يوسف أن يأخذ أخاه.. فقد كان
دين الملك أو قانونه لا يقضي
باسترقاق من سرق. وبدأ التفتيش.
كان هذا الحوار على منظر ومسمع من يوسف، فأمر جنوده بالبدء بتفتيش رحال
أخوته أولا قبل تفتيش رحل أخيه الصغير. كي لا يثير شبهة في نتيجة التفتيش.
اطمأن إخوة يوسف إلى براءتهم من السرقة وتنفسوا الصعداء، فلم يبقى إلا أخوهم الصغير.
وتم استخراج الكأس من رحله. فأمر يوسف بأخذ أخيه عبدا، قانونهم الذي طبقه القضاء على الحادث.
أعقب ذلك مشهد عنيف المشاعر.. إن إحساس الإخوة براحة الإنقاذ والنجاة من التهمة، جعلهم
يستديرون باللوم على شقيق يوسف (قَالُواْ إِن
يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ) إنهم يتنصلون من تهمة السرقة.. ويلقونها على
هذا الفرع من أبناء يعقوب.
سمع يوسف بأذنيه اتهامهم له، وأحس بحزن عميق.. كتم يوسف أحزانه في نفسه ولم
يظهر مشاعره.. قال بينه وبين
نفسه(أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ).
لم يكن هذا سبابا لهم،
بقدر ما كان تقريرا حكيما لقاعدة من قواعد الأمانة. أراد أن يقول بينه وبين نفسه: إنكم بهذا
القذف شر مكانا عند الله من المقذوف، لأنكم تقذفون بريئين بتهمة السرقة.. والله
أعلم بحقيقة ما تقولون.
سقط الصمت بعد تعليق الإخوة الأخير.. ثم انمحى إحساسهم بالنجاة، وتذكروا
يعقوب.. لقد أخذ عليهم عهدا غليظا، ألا يفرطوا في ابنه. وبدءوا استرحام يوسف: يوسف أيها
العزيز.. يوسف أيها الملك.. إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا
مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
قال يوسف بهدوء: كيف تريدون أن نترك من وجدنا كأس الملك عنده.. ونأخذ بدلا منه أنسانا
آخر..؟ هذا ظلم.. ونحن لا نظلم.
كانت هي الكلمة الأخيرة في الموقف. وعرفوا أن لا جدوى بعدها من الرجاء،
فانسحبوا يفكرون في موقفهم المحرج أمام أبيهم حين يرجعون.
المشهد الخامس:
عقدوا مجلسا يتشاورون فيه. لكن السياق القرآني لا يذكر أقوالهم جميعا. إنما يثبت آخرها
الذي يكشف عما انتهوا إليه. ذكر القرآن قول كبيرهم إذ ذكّرهم بالموثق المأخوذ
عليهم، كما ذكرهم بتفريطهم في يوسف من قبل. ثم يبين قراره الجازم: ألا يبرح مصر، وألا
يواجه أباه، إلا أن يأذن أبوه، أو يقضي الله له بحكم، فيخض له وينصاع. وطلب منهم أن
يرجعوا إلى أبيهم فيخبروه صراحة بأن ابنه سرق، فَاُخِذَ بما سرق. ذلك ما علموه
شهدوا به. أما إن كان بريئا، وكا هناك أمر وراء هذا الظاهر لا يعلمونه، فهم غير
موكلين بالغيب. وإن كان في شك من قولهم فليسأل أهل القرية التي كانوا فيها -أي أهل
مصر- وليسأل القافلة التي كانوا فيها، فهم لم يكونوا وحدهم، فالقوافل الكثيرة
كانت ترد مصر لتأخذ الطعام.
المشهد السادس:
فعل الأبناء ما أمرهم به أخوهم الكبير، وحكوا ليعقوب -عليه السلام-
ما حدث. استمع
يعقوب إليهم وقال بحزن صابر، وعين دامعة: (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا
فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ).
(بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) كلمته
ذاتها يوم فقد يوسف.. لكنه في هذه المرة يضيف إليها الأمل أن يرد الله عليه يوسف
وأخاه فيرد ابنه الآخر المتخلف هناك.
هذا الشعاع من أين جاء إلى قلب هذا الرجل الشيخ؟ إنه الرجاء في الله، والاتصال الوثيق به،
والشعور بوجوده ورحمته. وهو مؤمن بأن الله يعلم حاله، ويعلم ما وراء هذه الأحداث
والامتحانات. ويأتي بكل أمر في وقته المناسب، عندما تتحق حكمته في ترتيب الأسباب والنتائج.
(وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ
عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ) وهي صورة مؤثرة للوالد المفجوع. يحس أنه
منفرد بهمه، وحيد بمصابه، لا تشاركه هذه القلوب التي حوله ولا تجاوبه، فينفرد في
معزل، يندب فجيعته في ولده الحبيب يوسف. الذي لم ينسه، ولم تهوّن من مصيبته السنون،
والذي تذكره به نكبته الجديدة في أخيه الأصغر فتغلبه على صبره الجميل. أسلمه البكاء الطويل إلى فقد بصره..
أو ما يشبه فقد بصره. فصارت أمام عينيه غشاوة بسبب البكاء لا يمكن أن يرى بسببها.
والكظيم هو الحزين الذي لا يظهر حزنه. ولم يكن يعقوب -عليه السلام- يبكي أمام
أحد.. كان بكاؤه شكوى إلى الله لا يعلمها إلا الله.ثم لاحظ أبناؤه أنه لم يعد يبصر ورجحوا أنه يبكي على يوسف، وهاجموه في مشاعره
الإنسانية كأب.. حذروه بأنه سيهلك نفسه:
قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ
حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ
(85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ
مِنَ اللّهِ مَا لاَ
تَعْلَمُونَ (86) (يوسف)
ردهم جواب يعقوب إلى حقيقة بكائه.. إنه يشكو همه إلى الله.. ويعلم من
الله ما لا يعلمون.. فليتركوه في بكائه وليصرفوا همهم لشيء أجدى عليهم (يَا بَنِيَّ
اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ
يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) إنه يكشف لهم في عمق
أحزانه عن أمله في روح الله.. إنه يشعر بأن يوسف لم يمت كما أنبئوه.. لم يزل حيا،
فليذهب الإخوة بحثا عنه.. وليكن دليلهم في البحث، هذا الأمل العميق في الله


المشهد السابع:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميره القصر
نائب المدير
نائب المدير
اميره القصر


تابع نبي الله يوسف المشهد KuwaitC
القوس
عدد المساهمات : 115
تاريخ التسجيل : 20/01/2013
العمر : 40
برجي هو : برج القوس

تابع نبي الله يوسف المشهد Empty
مُساهمةموضوع: الجزء الاخير من قصه سينا يوسف علي نبينا وعليه السلام   تابع نبي الله يوسف المشهد Icon_minitimeالسبت فبراير 02, 2013 9:34 pm

المشهد السابع:
تحركت القافلة في طريقها إلى مصر.. إخوة يوسف في طريقهم إلىالعزيز.. تدهور حالهم
الاقتصادي وحالهم النفسي.. إن فقرهم وحزن أبيهم ومحاصرة
المتاعب لهم، قد هدت قواهم تماما.. ها هم أولاء
يدخلون على يوسف.. معهم بضاعة
رديئة.. جاءوا بثمن لا يتيح لهم شراء شيء ذي
بال.. وعندما دخلوا على يوسف - عليه
السلام- رجوه أن يتصدق عليهم (فَلَمَّا دَخَلُواْ
عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا
الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ
وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ
فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَآ
إِنَّ اللّهَ يَجْزِي
الْمُتَصَدِّقِينَ) انتهى الأمر بهم إلى التسول.. إنهم يسألونه أن
يتصدق عليهم
.. ويستميلون
قلبه، بتذكيره أن الله يجزي المتصدقين
.


عندئذ.. وسط هوانهموانحدار حالهم.. حدثهم يوسف بلغتهم، بغير واسطة
ولا مترجم
:

قَالَ هَلْعَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ
جَاهِلُونَ (89
) قَالُواْ
أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـذَا أَخِي قَدْ
مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا
إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ
أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
(90) قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا
وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91) (يوسف)

يكاد الحوار يتحرك بأدق تعبير عنمشاعرهم الداخلية.. فاجأهم عزيز مصر بسؤالهم عما
فعلوه بيوسف.. كان يتحدث بلغتهم
فأدركوا أنه يوسف.. وراح الحوار يمضي فيكشف لهم
خطيئتهم معه.. لقد كادوا له
وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِمرت السنوات، وذهب كيدهم له.. ونفذ تدبيرالله المحكم الذي يقع بأعجب الأسباب.. كان إلقاؤه
في البئر هو بداية صعوده إلى
السلطة والحكم.. وكان إبعادهم له عن أبيه سببا في زيادة حب يعقوب له.
وها هو ذا
يملك رقابهم
وحياتهم، وهم يقفون في موقف استجداء عطفه.. إنهم يختمون حوارهم معه
بقولهم (قَالُواْ تَاللّهِ
لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا
لَخَاطِئِينَ) إن روح الكلمات واعترافهم بالخطأ
يشيان بخوف مبهم غامض يجتاح
نفوسهم.. ولعلهم فكروا في انتقامه منهم وارتعدت فرائصهم.. ولعل يوسف
أحس ذلك منهم
فطمأنهم بقوله
(قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ
وَهُوَ أَرْحَمُ
الرَّاحِمِينَ) لا مؤاخذة، ولا لوم، انتهى الأمر من نفسي وذابت
جذوره.. لم يقل لهم إنني
أسامحكم أو أغفر لكم، إنما دعا الله أن يغفر لهم، وهذا
يتضمن أنه عفا عنهم وتجاوز عفوه، ومضى بعد ذلك
خطوات.. دعا الله أن يغفر لهم.. وهو
نبي ودعوته مستجابة.. وذلك تسامح نراه آية الآيات
في التسامح
.

ها هو ذا يوسفينهي حواره معهم بنقلة مفاجئة لأبيه.. يعلم أن أباه قد ابيضت عيناه
من الحزن عليه
.. يعلم أنه لم
يعد يبصر.. لم يدر الحوار حول أبيه لكنه يعلم.. يحس قلبه.. خلع يوسف
قميصه وأعطاه لهم (اذْهَبُواْ
بِقَمِيصِي هَـذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي
يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ
أَجْمَعِينَ). وعادت القافلة إلى فلسطين
.


المشهد الثامن:
ما أنت خرجت القافلة من مصر، حتى قال يعقوب -عليهالسلام- لمن حوله في
فلسطين: إني أشم رائحة يوسف، لولا أنكم تقولون في أنفسكم أنني
شيخ خرِف لصدقتم ما أقول.
فرد عليه من حوله

().

لكن المفاجأة البعيدة تقع.
وصلت القافلة، وألقى البشير قميض يوسف على وجه يعقوب -عليهما السلام-
فارتدّ بصره
. هنا يذكر
يعقوب حقيقة ما يعلمه من ربه (قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ
مِنَ اللّهِ مَا لاَ
تَعْلَمُونَ
).

فاععترف الأخوة بخطئهم، وطلبوا من أباهمالاستغفار لهم، فهو نبي ودعاءه مستجاب. إلا أن
يعقوب عليه السلام (قَالَ سَوْفَ
أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ
الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) ونلمح هنا أن في
قلب يعقوب شيئا من بنيه، وأنه لم يصف لهم بعد،
وإن كان يعدهم باستغفار الله لهم بعد
أن يصفو ويسكن ويستريح.


ها هو المشهد الأخير في قصة يوسف:

بدأت قصتهبرؤيا.. وها هو ذا الختام، تأويل رؤياه:


فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَآوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ
مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ (99
)
وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا
وَقَالَ يَا أَبَتِ
هَـذَا
تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ
أَحْسَنَ بَي إِذْ
أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن
بَعْدِ أَن نَّزغَ
الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ
لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ
هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) (يوسف
)

تأمل الآنمشاعره ورؤياه تتحقق.. إنه يدعو ربه (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ
الْمُلْكِ
وَعَلَّمْتَنِي
مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ
وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا
وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي
بِالصَّالِحِينَ).. هي دعوة واحدة.. تَوَفَّنِي
مُسْلِمًا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ايمن غريب
Admin
Admin
ايمن غريب


تابع نبي الله يوسف المشهد 110
تابع نبي الله يوسف المشهد Female31
الميزان
عدد المساهمات : 661
تاريخ التسجيل : 17/01/2013
العمر : 31
برجي هو : برج الميزان

تابع نبي الله يوسف المشهد Empty
مُساهمةموضوع: رد: تابع نبي الله يوسف المشهد   تابع نبي الله يوسف المشهد Icon_minitimeالسبت فبراير 02, 2013 11:24 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


بارك الله في حضرتك
استاذ
تنا / الفاضله

عمل مميز
وبارك الله عملك المفيد
وجعله الله نوراً بموازين
آعـــــــمالـــك
خاص شكري وتقديري

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elabed.forumarabia.com
 
تابع نبي الله يوسف المشهد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نبي الله يوسف علي نبينا وعليه السلام
» زوجات الرسول محمد صلي الله عليه وسلم ورضي الله عنهن
»  غزوات الرسول صلي الله عليه وسلم بالصور
»  من آمهات المؤمنين زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنائه رضي الله عنهم جميعا
»  حب الصحابة رضي الله عنهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الـــعـــا بــد :: القسم آلآسلآمي العام :: قسم قصص الأنبياء والصالحين-
انتقل الى: