سكنت العديد من القبائل الكاميرون منذ العصور القديمة والتي يرجع قدمها إلى ما قبل التاريخ، فقد استوطنت هذه القبائل المرتفعات الشمالية في القرن الخامس ما قبل الميلاد، وكانوا يتحدثون لغة تعرف بالبانتو وتركت هذه القبائل العديد من الأثريات والأدوات الحجرية التي استدل على وجود مثل هذه القبائل من خلالها.
كان أول اكتشاف للكاميرون على يد المستكشفين البرتغاليين اللذين كانوا أول الأوربيين وصولاً للبلاد، وبعد ذلك وخلال الفترة ما بين القرنين الخامس عشر والتاسع عشر الميلادي بدأ التوافد الأوربي الغزير عليها، وذلك من أجل العمل في تجارة الرقيق حيث كان يتم أخذ العديد من الأفارقة بأسلوب همجي ووحشي من أجل استعبادهم وجعلهم يعملون في المزارع والمناجم التابعة للملاك الأوربيين، سواء في أوروبا نفسها أو في المستوطنات التابعة لها.
في بداية القرن التاسع عشر بدأت تظهر أنواع أخرى من التجارة مثل العاج وزيت النخيل والتي اعتبرت من أهم المنتجات التجارية في الكاميرون.
توافدت بعد ذلك البعثات التنصيرية البريطانية على البلاد وتم إنشاء أول مستوطنة أوربية في عام 1858م وعرفت هذه المستوطنة باسم فيكتوريا وأنشئت تحت سفح جبل الكاميرون.
بدأ النزاع الأوروبي في القرن التاسع عشر من أجل فرض السيطرة على الكاميرون فتنازعت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا من أجل فرض نفوذها على البلاد، وأصبحت الكاميرون محمية ألمانية بعد عقد اتفاقية مع عدد من الدول، ولكن لم تستمر الحماية الألمانية على الكاميرون كثيراً، كما أنها فقدت سيطرتها عليها بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى، وتحولت السيطرة من ألمانيا إلى كل من فرنسا وبريطانيا اللتين عملتا على تقسم البلاد فيما بينهما في عام 1922.
نالت الكاميرون استقلالها أخيرا على مرحلتين، المرحلة الأولى كان الاستقلال من السيطرة الفرنسية وكان ذلك في الأول من يناير عام 1960، وفي فبراير 1961م نال الجزء الخاضع للسيطرة البريطانية استقلاله أيضاًَ وأصبح هناك جزئيين في البلاد الجزء الشمالي انضم إلي نيجيريا بينما أنضم الجزء الجنوبي منها إلي جمهورية الكاميرون المستقلة، جاء بعد ذلك الاتحاد بين كل من الشمال والجنوب في الأول من أكتوبر 1961م
الاسم .جمهورية الكاميرون هي دولة إتحادية في إفريقيا الوسطى. اشتق اسمها من الأحجار الكريمة ، فلكمرون تعني بلاد الأحجار الكريمة ، وهي إحدي جمهوريات وسط غربي أفريقيا ، وتمثل منطقة انتقالية بين وسط أفريقيا وغربها . وقد فرض الألمان الحماية عليها في سنة 1302 هـ وفي سنة (1335 هـ -1916 م ) تقاسمت بريطانية وفرنسا احتلال الكمرون فكان نصيب فرنسا ثلاثة أرباع هذه الغنيمة ، وقررت عصبة الامم المتحدة إنتداب الدولتين على ما في حوزتهما من أراضي في سنة (1341 هـ -1922 م) ، ثم نال القسم الفرنسي من الكمرون استقلاله في سنة (1380 هـ -1960 م) ، وبعد عام انضم القسم الجنوبي من الكمرون إلى جمهورية الكمرون في أعقاب استفتاء عام ، بينما أثر القسم الانضمام إلى نيجيريا ، وترأس جمهورية الكمرون المستقلة رئيس مسلم وهو الرئيس أحمد اهيدجو ، ولقد استقال وخلفه نائبه
الموقع
تقع جمهورية الكمرون في وسط غربي أفريقيا ، تطل من الجنوب الغربي على خليج غينيا ، وتشترك في حدودها وحدودها الشمالية مع تشاد ، بينما تحدها من الغرب نيجيريا ، ومن الشرق تطل على جمهورية أفريقيا الوسطي ، وتحدها من الجنوب كل من الجابون وغينيا الاستوائية ، والكنغو ، وتبلغ مساحة الكمرون (475,442 كم ) ، وسكانها في سنة (1408 هـ -1988 م ) ، ( 10,691,000 نسمة ) ، وعاصمة البلاد ياوندي وسكانها أكثر من نصف مليون نسمة ، والميناء الرئيسي دوالا ، وبالكمرون لغتان رسميتان الإنجليزية في الغرب والفرنسية في الشرق ، إلى جانبها لغات محلية عديدة منها لغة البانتو والعربية والسواحلية وعدد كبير من لهجات القبائل الزنجية . تحد كل من نيجيريا ، تشاد ، جمهورية إفريقيا الوسطى ، الكونغو ، غابون ، غينيا الإستوائية و خليج غينيا. الكاميرون الفرنسية السابقة وجزء من الكاميرون البريطانية اندمجتا عام 1961 ليشكلوا جمهورية الكاميرون الفدرالية والتي اعيد تسميتها في العام 1972 إلى جمهورية الكاميرون المتحدة ؛ ومنذ العام 1984 تعرف بإسم جمهورية الكاميرون ، لغاتها الرسمية الإنجليزية والفرنسية
الأرض
أرض الكمرون متعددة المظاهر ، فالقسم الساحلي سهلي يطل على ساحل تكثر به المستنقعات وتغطيها غابات المنجروف ، وفيما يلي القسم الجنوبي الساحلي ترتفع الأرض تدريجياً نحو الشمال حيث توجد هضبة وليو ، ثم يزداد الارتفاع حتي يصل إلى هضبة ادماوا ، وتغطي الغابات هذا القسم ، وفي غربي الكمرون نطاق جبلي مرتفع بركاني تبرز به قمة الكمرون كأعلى قمم غربي أفريقيا (4070 م) ثم جبل مامبوتو ، وتغطي أرض الكمرون بحشائش السفانا وبالغابات .
الحدود
يحدها من الشمال والشمال الغربي النيجر، ومن الشرق والجنوب الشرقي تشاد والكاميرون ومن الجنوب خليج غينيا، ومن الغرب بنين الحدود البرية : 4.047 كم . خط الساحل : 853 كم
مظاهر السطح تتنوع مظاهر السطح في الكاميرون ففي الجنوب نجد السهل الساحلي وهي منطقة تكثر بها الغابات الاستوائية ، وهي منطقة غزيرة الأمطار، أما المنطقة الوسطى من البلاد والتي تسمى بالأداماوا فهي عبارة عن منطقة هضبية يصل ارتفاعها إلى حوالي 1.370 متر فوق مستوى سطح البحر، أما الشمال فتوجد منطقة السافانا والتي تنحدر تدريجياً نحو المستنقعات المحيطة ببحيرة تشاد، ويوجد في الجهة الغربية من البلاد منطقة من الجبال المرتفعة ذات الأصل البركاني والتي يغطي سطحها الغابات، ومن أشهر الجبال في هذه المنطقة هو جبل الكاميرون والذي يصل ارتفاعه إلى 4.70 متر، ويوجد بالكاميرون عدد من الأنهار منها نهري سناجا ونيونج، وهما من الأنهار الرئيسية بالبلاد، ويتدفقان غرباً نحو المحيط الأطلنطي، بينما يتدفق نهر لوجون الغربي ونهر لوجونو شمالاً من الهضبة الوسطى نحو بحيرة تشاد، وتربط شبكة الأنهار الموجودة في حوض تشاد ومن بينها نهر بنوي الدولة بنهر النيجر الواسع شرقاً وشمالاً.
المناخ
يسود الكاميرون مناخ استوائي رطب في الجنوب ومائل للجفاف شمالاً، وتتباين درجات الحرارة في الكاميرون تبعاً للمناطق الجغرافية فتصل درجات الحرارة في الجنوب إلى 25 درجة مئوية، و21 درجة في منطقة الارتفاعات في الهضبة، بينما ترتفع لتصل إلى 32 درجة في الشمال.
ويتباين أيضاً مستوى سقوط الأمطار فيبلغ سقوط الأمطار حوالي 3.890 مم سنوياً على منطقة الساحل، أما في منحدرات جبل كاميرون فإن الأمطار دائمة السقوط ويصل معدلها أحياناً إلى10.160 مم سنوياً، و يبلغ سقوط الأمطار في المنطقة الجافة في الشمال الغربي نحو 380 مم ، ويستمر موسم الجفاف في الكاميرون من أكتوبر إلى إبريل. .
التقسيم الإداري للبلاد
العاصمة: ياوندي
تنقسم إلى ًً 36 ولاية بالإضافة إلى منطقة العاصمة الإتحادية، أبوجا
الديانة: عقائد خاصة بالسكان الأصليين وتشكل هذه الفئة 40%، والمسيحية بنسبة 40% ، والمسلمون بنسبة20%
السكان
عدد السكان: يبلغ عدد السكان 18.060.382 نسمة الاعراق
يتكون سكان الكمرون من حوالي مائة قبيلة زنجية تشكل 80% من جملة السكان ، بينما الباقي من جماعات تنتمي إلى البربر ، والشاوة العرب ،والحامين ، وتعيش هذه الجماعات في شمالي الكمرون وتدين بالإسلام الذي وصلها عبر التجارة وقوافلها ومن الجماعات المسلمة الفولاني ، الهوسا والبيل والكوتوما والماندورا والماسة والكانوري ، وفي غرب الكمرون توجد قبائل البامليكة ، والباموم وفي الجنوب جماعات الفانج ، وتوجد جماعات من الأقزام في الغابات .
النشاط البشري
غابية سكان الكمرون زراع ، ويعمل بالزراعة حوالي 63% من القوي العاملة ، ينتجون الذرة، والموز ، والكاسافا ، والأرز ، والقطن ، والبن ، وكذلك يزرعون الكاكاو في الوسط والشمال ، وثروة الكمرون من الحيوانات سنة (1408هـ ) كانت (4,471,000 ) من الأبقار ، و(2,897,000 ) من الأغنام ، و(2,906,000 ) من الماعز ، كما يعدن القصدير والبوكسيت والذهب وبعض المعادن الأخرى . وتولد الكهرباء من سد أوبا ، وتستخدم في تصنيع الألومنيوم . تمتعت الكاميرون بشكل عام بالاستقرار ، مما سمح بتطوير الزراعة ، الطرق وسكك الحديد ، بالاضافة إلى الصناعات النفطية . بالرغم من توجهها إلى الإصلاح الديمقراطي ، ظلت السلطة السياسية بيد اقلية إثنية . العاصمة هي ياوندى.
الموارد الطبيعية
اكولوميت / قصدير / فحم / غاز طبيعي / زنك / رصاص / خام الحديد / بترول / الحجر الجيري استغلال الأرض الأراضي القابلة للزراعة : 33 % المحاصيل الزراعية : 3 % المراعي : 44 % الغابات : 12 % المياه : 13.000 كم. الأرض المروية : 9.570 كم.
نظام الحكم نظام الحكم في الكاميرون جمهوري، وحدوي يقوم على التعددية الحزبية، وتم اعتماد الدستور الخاص بها في 20 مايو عام 1972 م وتم إقراره رسمياً في الثاني من يونيو عام 1972.
تتكون السلطة التنفيذية في الدولة من كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ومجلس الوزراء الذي يقوم بتعيينه رئيس الجمهورية، ويتم انتخاب رئيس الجمهورية في اقتراع شعبي وذلك لفترة رئاسية مدتها سبع سنوات، ويقوم رئيس الجمهورية بتعيين رئيس مجلس الوزراء والوزراء وكبار الموظفين لتصريف أمور الحكم.
أما بالنسبة للسلطة التشريعية فتتكون من مجلس واحد هو الجمعية الوطنية، وهي الهيئة المسئولة عن سن القوانين، ويبلغ عدد أعضائها 180 عضو يتم انتخابهم انتخاب شعبي مباشر ومدة عضويتهم في الجمعية الوطنية خمس سنوات.
أما السلطة القضائية فتتمثل في المحكمة العليا التي يقوم رئيس الجمهورية بتعيين قضاتها.
ويوجد بالكاميرون عدد من الأحزاب السياسية نذكر منها الاتحاد الديمقراطي الكاميروني، حركة التحرير والتنمية الكاميرونية، حزب التجمع الديمقراطي للشعب الكاميروني وهو الحزب الرئيسي بالبلاد، حركة الدفاع عن الجمهورية، وغيرها عدد من الأحزاب الأخرى، وتنقسم الكاميرون إلى عشر محافظات يرأس كلاً منها حاكم"محافظ" يعينه الرئيس.
المدن والسياحة
يقال عن الكاميرون أنها صورة مصغرة من قارة إفريقيا، فهي تضم العديد من المعالم الطبيعية الرائعة، فيوجد بها الجبال والسهول الساحلية والمرتفعات البركانية والغابات المطيرة والسافانا وغيرها الكثير من المعالم الطبيعية، ومن خلال كل ذلك نجد مجموعة رائعة من الحيوانات مثل قطعان من الفيلة والزراف وغيرها، فما بين الغابات الاستوائية ومياه المحيط الأطلنطي تقف الطبيعة لتصور العديد من المعالم الرائعة، والتي تعمل على جذب السياح من هواة الطبيعة.
ومازال يوجد بالكاميرون العديد من الأشكال المعمارية التي بقيت منذ الاحتلال الفرنسي وامتزجت بعد ذلك بالثقافة الإفريقية، من المدن الشهيرة نذكر العاصمة ياوندي، دوالا، مامفي، مبالمايو