عدد المساهمات : 67 تاريخ التسجيل : 05/02/2013 العمر : 37برجي هو :
موضوع: إذا اشتدت عليك هموم الأرض .. فاجعل همك في السماء الأربعاء فبراير 06, 2013 2:03 am
أخي وأختي ..مهما بلغ بك البلاء.. تذكر ... أن ما يجري لك قضاء يسري .. وأن الليل وإن طال فلا بد من الفجر أن ينجلي .. فكن ابن يومك... إنسَ الماضي مهما كان أمره ، انساه بأحزانه وأتراحه ،فتذكره لا يفيد في علاج الأوجاع شيئاً وإنما ينكد عليك يومك ، ويزيدك هموماً على همومك .. فلا تحطم فؤادك بأحزان ولـّت .. ولا تتشاءم بأفكار ماوجدت!وعش حياتك لحظة بلحظة .. وساعة بساعة .. ويوماً بيوم ! تجاهل الماضي .. وارمِ ما وقع فيه في سراب النسيان .. وامسح من صفات ذكرياتك الهموم والأحزان .. ثم تجاهل ما يخبئه الغد ..وتفائل فيه بالأفراح .. ولا تعبر جسراً حتى تقف عليه .. فالماضي عدم .. والمستقبل غيب !
تأمل كيف استعاذ النبي صلـى الله عليه وسلم من الهم والحزن إذ قال :
{اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل ،والجبن والبخل ، وقهر الدين وغلبة الرجال} [ رواه البخاري ومسلم ]
فاشغل نفسك بالصلاة .. بذكر الله .. بقراءة القرآن .. في طلب العلم ..في التشاغل بالخير .. في معروف تجده يوم العرض على الله .. يوم تسعد ..أشغل فيه نفسك بالأعمال النافعة .. واجتهد في لحظاته بالصلاح والإصلاح .. استثمر فيه لحظاتك
تعبّد لله بالرضى... اجعل شعارك عند وقوع البلاء : " إنا لله وإنا إليه راجعون " ،" اللهم أجرني في مصيبتي ، واخلف لي خيراً منها "
..اهتف بهذه الكلمات عند أول صدمة .. تنقلب في حقك البلية مزية .. والمحنة منحة .. والهلكة عطاء وبركة ! تأمل في أدب البلاء في هذه الآية :
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} البقرة155 افقه سر البلاء... لا تحزن .. فالبلاء جزء لا يتجزء من الحياة .. لا يخلو منه غني ولا فقير ..ولا ملك ولا مملوك .. ولا نبي مرسل .. ولا عظيم مبجل .. فالناس مشتركون في وقوعه .. ومختلفون في كيفياته ودرجاته ..
{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} البلد4 لا تحزن ..واستشعر في كل بلاء أنك رشحت لامتحان من الله !.. تثبت وتأمل وتمالك وهدي الأعصاب .. وكأن منادياً يقول لك في خفاء هامساً ومذكرا ً: أنت الآن في إمتحان جديد .. فاحذر الفشل .. تأمل قول الحبيب : { من يرد الله به خيراً يصب منه } [ رواه البخاري] لا تقلق ... فالمريض سيشفى .. والغائب سيعود .. والمحزون سيفرح ..والكرب سيرفع ..والضائقة ستزول .. وهذا وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد ..
الشرح ..فلا تحزن.. فإنما كرر الله اليُسْر في الآية .. ليطمئن قلبك .. وينشرح صدرك .. وقيل : { لن يغلب عُسر يُسرين }.. اجعل همك في الله ... إذا اشتدت عليك هموم الأرض .. فاجعل همك في السماء ..ففي الحديث الشريف :
{ من جعل الهموم هماً واحداً هـمَّ المعاد ، كفاه الله سائر همومه ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك} [ صحيح الجامع ] لا تحزن .. فرزقك مقسوم .. وقدرك محسوم .. وأحوال الدنيا لا تستحق الهموم .. لأنها كلها إلى زوال .. وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور إذا آوى إليك الهم .. فأوي به الى الله .. والهج بذكره
( الله الله ربي لا أشرك به أحداً) ( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث) ( رب إني مغلوب فانتصر )
فكلها أوراد شرعية يُغفر بها الذنب ويَنفرج بها الكرب .. اطلب السكينة في كثرة الإستغفار .. استغفر بصدق مرة ومرتين ومائة ومائتين وألف .. دون تحديد متلذذة بحلاوة الاستغفار .. ونشوة التوبة والإنابة ” إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين “ اطلب الطمأنينة في الأذكار بالتسبيح ، والتهليل ، والصلاة على النبي الأمين وتلاوة القرآن ، ألا بذكر الله تطمئن القلوب ..فلا تحزن .. وافزع إلى الله بالدعاء .. تضرع الى الله في ظلم الليالي .. وأدبار الصلوات .. اختل بنفسك في قعر بيتك شاكي إليه .. باكي لديه .. سائل فَرَجه ونَصره وفتحه .. وألحِّ عليه.. مرة واثنتين وعشراً فهو يحب المُلحين في الدعاء ..