عدد المساهمات : 661 تاريخ التسجيل : 17/01/2013 العمر : 31برجي هو :
موضوع: الهند والهندوس في الهند يوتيوب الأحد يناير 20, 2013 1:31 am
أسماء شهيرة جداً في مختلف أنحاء العالم بشكل عام
وفي مصر والدول العربية بشكل خاص..فهم أهم أسلحة القوة الناعمة الهندية.. عالم السينما الجميل الذي ينقل صوراً رائعة عن الهند للترسخ في أذهان البسطاء علي أنها الواقع، بينما هي خيال في خيال.. وعند سفري إلي الهند سألت صديقتي المقربة: ماذا تريدين أن أحضر لك من هناك؟.. وردت بتلقائية: عايزة أميتاب باتشان!.. والفنان الجميل هشام عباس هو من ألهب خيال المصريين بأغنيته الشهيرة «ناري نارين» التي تم تصويرها في أحضان تاج محل والعديد من الآثار الهندية الرائعة، بالمشاركة مع فنانات وراقصات هنديات من فئة أجمل الجميلات.. ووجدت نفسي أصرخ أنا أيضاً «ناري نارين» مثل الفنان هشام عباس، ولكن ناري لم تكن نارين وإنما العديد من النيران التي تشعل نوراً تدفع إلي الاكتشاف والمقارنة والبحث عن المشترك والمتناقض بين مصر والهند.. والنتيجة التي توصلت إليها أن مصر والهند إيد واحدة ومشاكل واحدة ورغبة في التنمية والتطور رغم أن «الإيد قصيرة والعين بصيرة».. مصر والهند يربطهما تاريخ ممتد وحاضر متصل ومستقبل غامض. السفر في خلاط > الطريق إلي تاج محل درة آثار الهند نموذج لحالة الطرق في أغلب المدن الهندية.. فهو في حالة متردية للغاية.. وعند وصولنا كانت واحدة من أهم 3 قضايا تتصدر نشرات الأخبار قضية فساد المحليات بسبب أعمال رصف الطرق وما يحدث بها من سرقات ورشاوي، مما يجعل أي طريق أو شارع ينهار بعد مرور أيام معدودة علي رصفه.. وأذكر أننا أثناء سفرنا من مدينة أجرا إلي مدينة أورانج آباد كنا نشعر ونحن جالسين داخل الأتوبيس المكيف الفاخر وكأننا نركب خلاطاً بسبب سوء حالة الطريق.. ولكم أن تتخيلوا مشقة الرحلة - رغم روعة مناظر الطبيعة والريف الهندي – إذا علمتم أن السفر داخل هذا الخلاط استمر لمدة 6 ساعات كاملة.. ما علينا.. لنعود وندخل من البوابات الفخمة والضخمة لتاج محل وستجد الإجراءات الأمنية مشددة والعساكر عند المداخل المختلفة يراقبون ويزغرون في هدوء لكل من يعبر من البوابات الالكترونية.. فالعمليات الإرهابية تحدث في كل مكان.. وداخل البوابات وقبل الوصول للأثر العالمي وجدنا أنفسنا بين نارين: الكلاب الضالة التي تنتشر في المكان والباعة الجائلين الذين يحاصرون ويطاردون أي سائح.. ولكن سرعان ما ستنسي ذلك عندما تري تاج محل بروعة هندسته وجمال معماره وتناسق مبانيه.. ولابد وأن تشعر بالسكينة وأنت تمشي في ممراته وحدائقه وقصة الحب التي خلدها هذا الأثر تجعلك تكاد تبكي من فرط درامية الأحداث، تماماً مثل الأفلام الهندية.. ورغم أن السياحة توفر للبلاد حوالي 1603 ملايين دولار سنوياً - حسب إحصاءات شهر يوليو عام 2011 - مقارنة بحوالي 1163 مليون دولار في نفس الشهر من العام السابق – أي أنها في ازدياد - إلا أن الهند تعطيك الانطباع بأنها كدولة لا تكذب ولا تتجمل أيضاً.. لأن السائح يأتي ليعيش جواً مختلفاً وبيئة مختلفة عما يألفه ويعيشه في بلاده.. وهذا لا يمنع من توفر الفنادق بمختلف المستويات يعمل بها شباب رائع ومدرب جيدا لتقديم خدمة ممتازة للسائح سواء دفع البقشيش أم لا.. ولم أر في القنوات الإخبارية التليفزيونية البرامج المتخصصة في الولولة أو إشاعة أجواء الخوف والرعب من حالة الانفلات الأمني التي ستؤدي إلي هروب السياح رغم أنه لا يكاد يمر يوم بدون حادث إرهابي هنا أو هناك في مختلف أنحاء الهند.. الكل يعمل ويتخذ ما يعتقد أنه احتياطيات كافية والحذر لا يمنع القدر.
جنة ونار > ومن السياحة الي الصناعة فقد اشتملت الرحلة علي زيارة أكثر من مصنع لصناعة التوك توك والموتوسيكلات لشركة أسسها رجل صناعة حقيقي اسمه «جمنالال باجاج» كان من المقربين للزعيم الهندي الراحل الماهتما غاندي، والذي تذكرك حكايته علي الفور برجال الصناعة المصريين قبل الثورة.. ولأن التطور الصناعي لابد وأن يرتبط بتطور اجتماعي، كما كنت أعتقد فقد ذهلت وأنا أجد في أحد المصانع أنه لا توجد به أي امرأة عاملة حتي ولو في الأعمال الإدارية.. وفي مصنع آخر الموظفات عددهن محدود للغاية وكان الرد الدبلوماسي جداً من المسئولين في المصانع أن القانون يمنع تشغيل المرأة في الورديات المتأخرة أو أن العمل شاق للغاية يتنافي مع طبيعة المرأة!! ولكن الحقيقة المرة أن المرأة الهندية هي بشكل عام ضحية من ضحايا النظام الطبقي الذي يهمش هذا الكائن وأحياناً يلغيه.. وعندما كنت أواصل الجدل في قضية حقوق المرأة كان البعض يرد لماذا تنسي أن الهند هي بلد أشهر رئيسة وزراء في العالم وهي الراحلة أنديرا غاندي، وأيضاً بلد زوجة ابنها سونيا غاندي التي تولت رئاسة الوزارة أيضاً.. كما أن الهند حالياً ترأسها رئيسة الجمهورية السيدة «براتيبها باتيل»، ولكن هؤلاء يتناسون أن هؤلاء السيدات هن أبناء لطبقتهن في الأساس التي دفعتهن إلي هذه المناصب ووصلن إليها تمثيلاً لهذه الطبقة وليس لأنه من حقهن كنساء المنافسة والوصول لأعلي منصب سياسي.
واللافت للنظر في هذه المصانع أيضاً أنها لا تشبه المصانع فهي محاطة بمساحات شاسعة من الحدائق علي مئات الأفدنة والشعار الأساسي بها هو: «اجعل من مكان عملك جنتك».. وبذلك يكون لدي العامل فرصة للعمل في جو رائع وبيئة عمل ممتازة تدفعه لبذل كل ما يمكنه من مجهود.. ولا شك أن هناك طفرة صناعية في الهند في مجالات متعددة، ولكن الطفرة الاجتماعية المصاحبة ليست علي نفس المستوي، فالتقاليد والأعراف أقوي بكثير، وإذا كان هناك تغيير يحدث فهو بطيء لدرجة أنه غير ملموس ومكانه في المناطق الحضرية وليس في وسط الأغلبية القاطنة في المناطق الريفية. > وحتي تتضح الصورة أكثر حول أوضاع المرأة نشير إلي أنه حتي الآن في القرن 21 مازالت ملايين البنات الهنديات - خاصة من الطبقات الفقيرة أو المنبوذين - يتم استغلالهن سنوياً باسم الدين في جنوب الهند، حيث يتم إهداؤهن وهن فتيات صغيرات ليصبحن خادمات للآلهة «يالاما» ربة الخصوبة.. ويتم بيع عذرية الفتاة بعد بلوغها في مزاد علني!!.. وهؤلاء الفتيات لا يمكنهن الزواج وإذا أنجبن يتم طردهن من المعابد ليعملن في الدعارة.. وللأسف فإن الدين يستخدم كستار لتلبية نزوات ورغبات الرجال الأثرياء وهو نظام قائم منذ قرون وحتي الآن.. وفي محاولة لمكافحة هذه الكارثة صدر قانون عام 1988 لتجريم هذه الأفعال ولكن الفقر مازال يدفع ملايين الآباء للتخلص من عبء الإنفاق والمصاريف بالتضحية بالبنات تحت ستار الدين ولأنهن في الوقت نفسه يحصلن علي أموال تساعد أسرهن علي مواصلة الحياة الصعبة. التعليم وسنينه > وماذا عن التعليم؟.. هذا هو السؤال المنطقي التالي في هذه الرحلة العجيبة؟.. التعليم في الهند مثل التعليم المصري، فهناك المدارس الحكومية والخاصة ونفس الشيء بالنسبة للتعليم الجامعي.. ومثل مصر أيضاً فإن التعليم الخاص أفضل من التعليم الحكومي.. وقد تمكنت السلطات الهندية من إحداث تقدم ملحوظ في نشر التعليم الابتدائي وجعله حقاً من حقوق الإنسان الأساسية منذ عام 1986..ولكن ما زال حوالي ربع سكان الهند يعانون من الأمية، ومازالت نسب التسرب من التعليم مرتفعة بين البنات أكثر بكثير من الأولاد، خاصة لو كن من المناطق الريفية ومن أبناء الطبقات الدنيا والمنبوذين.
والآن وقد مر عقد كامل علي بدء القرن 21 مازال الفقر والجهل والمرض هم أعدي أعداء الإنسان سواء كان مصرياً أو هندياً.