ميرو عضو محترف
عدد المساهمات : 123 تاريخ التسجيل : 17/01/2013 العمر : 37 برجي هو :
| موضوع: تعرف على بعض المدن التاريخية الثلاثاء فبراير 19, 2013 8:23 pm | |
| إستانبول الموقع الجغرافي:
تقع مدينة إستانبول في الجزء الأوربي من تركيا، فوق مدينة «القسطنطينية» الرومانية القديمة، وهي ذات طابع جغرافي فريد، إذ يحدها من الشمال "البحر الأسود"، ومن الشرق "بحر مرمرة"، ومن الجنوب "بحر إيجة"، ومن الغرب شريط ضيق من الأرض متصل بقارة أوروبا. وترجع أهمية هذا الموقع إلى أنه يجعل إستانبول أحد أهم نقاط الاتصال بين قارة آسيا وقارة أوروبا، وأنها تُعَدّ من أحصن المواقع الاستراتيجية في العالم، كما أنها تعد مفتاح أوروبا من الشرق. إستانبول عبر التاريخ: دخلت مدينة "إسلام بول" التاريخ الإسلامي والعالمي لتحل محل مدينة "القسطنطينية" الرومانية القديمة منذ فتحها السلطان محمد الفاتح سنة (857هـ) فغير اسمها إلى "إسلام بول" ثم حرفت إلى إستانبول بعد ذلك، وقام السلطان محمد الفاتح بتغيير الكثير من معالم المدينة الرومانية القديمة فحول كنيسة "آيا صوفيا" إلى مسجد كبير، وقام ببناء مسجد عند ضريح الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه، وبعد ذلك أصبح تنصيب السلاطين يتم عند هذا المسجد. واستمرت إستانبول في دورها التاريخي كحاضرة لدولة الخلافة العثمانية إلى أن انتقلت العاصمة من إستانبول إلى "أنقرة" وسط "الأناضول" سنة (1923م)، وبرغم ذلك فما زالت تعيش المدينة ماضيها المتألق وذكريات مجدها الغابر وظلت قلب تركيا الثقافي والاقتصادي.
إستانبول.. معالم وآثار:
1- قلعة روميلي حصار: وهي القلعة التي بناها السلطان محمد الفاتح تمهيدًا لفتح القسطنطينية ولإحكام الحصار حولها، وتعد قلعة روميلي حصار من أهم معالم مدينة إستانبول التاريخية، وتتميز القلعة التي تطل على مضيق "البوسفور" بأسوارها وأبراجها العالية. 2- مسجد آيا صوفيا: بعد أن تم فتح القسطنطينية سنة (857هـ)، وقام السلطان محمد الفاتح بتحويل كنيسة «آيا صوفيا» إلى مسجد بعد أن أقام لها أربع مآذن، وظل مسجد آيا صوفيا من أبرز معالم إستانبول إلى أن جاء مصطفى كمال أتاتورك وحوّل المسجد إلى متحف!! 3- قصر "طوبقابي": بناه السلطان محمد الفاتح بعد فتح القسطنطينية، وكان قصر "طوبقابي" مقر حكم آل عثمان لفترة طويلة، وحوله بيوت الوزراء والأصدقاء والعسكر، وتحول قصر "طوبقابي" الآن إلى متحف يضم مجموعة من أهم الآثار الإسلامية، وبه مقتنيات من كافة أنحاء العالم الإسلامي، وفي هذا المتحف يوجد «مصحف عثمان» وهو أول مصحف مدون بالخط الكوفي، وبردة النبي - صلى الله عليه وسلم - التي أهداها للشاعر كعب بن زهير، ومجموعة كبيرة من اللوحات والنقوش والزخارف والسيوف واللآلئ المحلى بها الخناجر والعروش والتي تظهر جميعًا روعة الفن الإسلامي الذي يفتن السياح الذين يزورون المتحف.
4- جسر البسفور وهو أشهر جسر في العالم؛ فهو الوحيد الذي يربط بين قارتين، وهو رابع أطول جسر في العالم، وهو عمل هندسي كبير يرتفع فوق سطح الماء (64) مترًا ليسمح بمرور أعلى البواخر وأكبر الناقلات.
5- جامع السلمانيه يقع في منطقة السليمانية وهو من روائع فن العمارة الإسلامية، ولقد تفوق المسجد في بنائه وتصميمه على «آيا صوفيا» رائعة العمارة البيزنطية، حيث يمتاز بسعته وارتفاعه، وتفرده بالمآذن الأربع، وقد صمم المبنى المهندس المعماري الشهير سنان الذي يعتبر من عظماء مصممي العمارة الإسلامية.
6- السلمانيه المكتبة : وهي واحدة من أكبر المكتبات في العالم الإسلامي، أنشأها السلطان العثماني سليمان القانوني سنة (957هـ/1550م)، وصمم مبنى المكتبة المعماري الشهير سنان، ويتبع المكتبة السليمانية الرئيسية المنسوبة إلى السلطان سليمان عدد من المكتبات الخاصة التي أنشأها أفراد. ويبلغ عدد ما تحتويه المكتبة السليمانية من كتب مخطوطة ومطبوعة (98955) كتابًا، منها (64267) مخطوطة معظمها باللغة العربية، والباقي بالفارسية والتركية. هذا مع العلم بأن نظام حصر المخطوطات وإحصائها لا يذكر النسخ المكررة للكتاب الواحد. وقسم الفهارس في المكتبة أنشئ في نهاية سنة (1979م)، ومقره السليمانية، وهو يضم ثلاثة فروع: فرع لفهرسة المخطوطات العربية، والثاني للتركية، والثالث للفارسية.
أصفهان
الموقع الجغرافي:
تقع أصفهان في وسط هضبة إيران، وتبتعد عن العاصمة طهرانلي (700 كم) باتجاه الجنوب، وهي من كبريات مدن إيران. تمتاز بطيب الهواء، وتربتها من أصح ترب الأرض، ومناخها معتدل.وأصفهان قديمة العهد، لهج بذكرها المسافرون، وأشاد بها المعجبون؛ لصحة هوائها وخلوها من جميع الهوام. وما أبلغ كلمة الحجاج فيها لأحد ولاته: "قد وليتك بلدة حجرها الكحل، وذبابها النحل، وحشيشها الزغفران". وقال الشاعر:
لسْتُ آسى من أصفهان على شيء سوى مائها الرحيق الزلال ونسيم الصبا ومنخرق الريح وجوّ صاف على كل حال ولها الزعفران والعسل الماذي والصافنات تحت الجلال
أصفهان في التاريخ:
قديمًا كانت مدينة أصفهان بالموضع المعروف بـ "جي"، وهو الآن يعرف بشهرستان وبالمدينة. ـ ولما سار "بختنصر" وأخذ بيت المقدس وسبى أهلها، حمل معه يهودها وأنزلهم أصبهان؛ فبنوا لهم في طرف من مدينة "جي" محلةً ونزلوها؛ وسميت اليهودية. ـ وقد فُتحت أصبهان زمن عمر بن الخطاب في سنة (19هـ) بعد فتح نهاوند، فتحها عبد الله بن عبد الله بن عتبان، وكان على مقدمة جيشه عبد الله بن ورقاء الرياحي، وفي "فتوح البلدان" ذكر البلاذري أن فتح أصفهان ورساتيقها كان في حدود سنة (23هـ أو 24هـ). وفي سنة (1593م) اتخذ عباس الصفوي الأول أصفهان عاصمة له بدلاً من "قزوين". وهي من أعظم المدن التجارية والصناعية في البلاد، وأهم صناعاتها المواد الغذائية ومواد البناء والأقمشة والمنسوجات الصوفية.
أهم المعالم والآثار: في أصبهان العديد من الأسواق والقصور التاريخية، والعديد من الآثار الإسلامية والمساجد التاريخية الأثرية، وللبعض منها مآذن تعود إلى أكثر من خمسمائة عام، وأشهرها: ـ مئذنة سرابان: التي يعود تاريخ بنائها البديع بنقوشها وفسيفسائها وأصباغها إلى القرن الرابع عشر الميلادي.
ـ قصر الشاه عباس الصفوي الأول:
بناه يوم اتخذ أصفهان عاصمة لملكه بدلاً من قزوين سنة (1593م). ـ مسجد الشاه الكبير: وهو من أجمل المساجد في العالم. ـ مسجد الإمام علي بن أبي طالب: ويعود بناؤه إلى القرن الحادي عشر للميلاد.
من أعلام أصفهان: وقد خرج من أصفهان جماعة من أهل العلم والأدب والحديث - ما لم يخرج مثله من مدينة من المدن، منهم: أبو الفرج الأصفهاني صاحب كتاب "الأغاني"، والحافظ الإمام أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن مهران صاحب تصنيف "حلية الأولياء" المتوفى سنة (430هـ)، وأبو منصور حسين بن طاهر بن زيلة الأصفهاني، اختصر "الشفاء" لابن سينا، وشرح رسالة "حي بن يقظان"، ومات سنة (450هـ) ، والراغب الأصفهاني أبو القاسم حسين صاحب كتاب "محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء البلغاء"، ومات سنة (565هـ).
الإسكندرية
الموقع الجغرافي: يكتسب الموقع الجغرافي للإسكندرية أهمية كبرى؛ فهي أحد أهم المنافذ البحرية المطلة على البحر المتوسط، وقد أكسبها هذا الموقع مناخًا متميزًا عن باقي أقطار مصر، كما جعلها عرضة للغزوات البحرية في عصورها المختلفة، وقد وصفها ابن بطوطة بقوله: (هي الثغر المحروس، والقطر المأنوس). من تاريخ الإسكندرية: ـ في سنة (20 هـ/641م) افتتح عمرو بن العاص حصن "بابليون" فانفتح أمامه الطريق إلى الإسكندرية، وسار إليها في ربيع الأول سنة (20هـ)، وفتحها الله للمسلمين بعد حصار دام (14) شهراً. واهتم ولاة الإسكندرية المسلمون في العصرين الأمُوي والعباسي بتحصين ساحلها بالأربطة واعتبروها دار رباط؛ لأنها معرضة للهجوم من البحر، وكان ميناؤها أصلح مواني مصر لنزول العدو، واهتم الولاة كذلك ببناء عدد من المساجد فيها، ومنها: مسجد موسى عليه السلام، ومسجد الخضر، ومسجد سليمان أو مسجد الرحمة. ـ واهتم المسلمون بالإسكندرية كأهم قاعدة بحرية فبنوا فيها دارًا لصناعة السفن. ـ وفي العصر الأيوبي اهتم صلاح الدين الأيوبي اهتمامًا كبيرًا بالإسكندرية؛ فاهتم بعمارتها وتحصين أسوارها وتمكين دفاعاتها البرية والبحرية، وأنشأ صلاح الدين فيها مدرسة وبيمارستانًا (أي مستشفى) ودارًا للمغاربة. - وشهدت الإسكندرية أزهى عصورها الإسلامية في العصر المملوكي، وقد بُنِيَ في هذا العصر أكثر من ثلاثة أرباع آثار الإسكندرية التي ما زالت قائمة إلى الآن، وخاصة ما بناه الناصر محمد بن قلاوون وخلفاؤه، وأيضًا القلعة الشهيرة التي بناها السلطان قايتباي.
الحركة العلمية في الإسكندرية: كانت الإسكندرية قبل الفتح الإسلامي من أكبر مراكز الثقافتين اليونانية والرومانية، وبرغم انصراف الناس عن دراسة الفلسفة اليونانية بعد الفتح إلا أن الإسكندرية ظلت تحتل مركزها الثقافي العالمي طوال العصور الإسلامية؛ فقد نبغ فيها العديد من العلماء الذين تعلموا في المدارس التي بنيت في تلك العصور، ففي الطب نبغ سعيد بن نوفل وسعيد بن البطريق، وقد أسهم البيمارستان الذي بناه صلاح الدين في ازدهار العلوم الطبية وغيرها من العلوم التي كانت تدرس بمدرسة صلاح الدين، وفي العصر المملوكي نبغ في الطب عبد الواحد بن اللوز المغربي. وفي الهندسة والفلسفة والعلوم العقلية نبغ الرشيد بن الزبير الأسواني وأبو المكارم بن عامر بن فتوح المهندس، وفي علم الفلك نبغ ابن الشاطر الفلكي في العصر المملوكي. وكانت الإسكندرية منذ العصر الفاطمي ملتقى علماء المغرب والأندلس والمشرق على السواء ونذكر منهم: أبا الحجاج يوسف بن عبد العزيز بن نادر الميورقي، وأبا عبد الله محمد بن مسلم بن محمد القرشي المزري الصقلي، وأبا بكر الطرطوشي، وعبد الرحمن بن أبي بكر بن عتيق. ـ وكانت الدراسة في العلوم الشرعية والعربية على نظام الحلقات العلمية في مساجد وجوامع الإسكندرية قديمها وحديثها.
من معالم الإسكندرية: ـ الأبواب: ومن أهم أبوابها "باب الزهري"، و"باب الخوخة"، و"باب المندب" - القلاع: من أهمها "قلعة قايتباي" التي أقامها الملك الأشرف قايتباي سنة (882هـ). وقلعة "السلسلة" التي بناها السلطان الناصر بن قلاوون. بالإضافة إلى مجموعة من الأبراج الشهيرة التي بُنيت في العصر المملوكي، ومنها: البرج الشرقي، وبرج ضرغام، وبرج باب السندرة، وبرج باب الزهري. ـ المساجد: من أهمها الجامع الشرقي المعروف بجامع العطارين، وقد شيد سنة (1669م). المدارس: المدرسة الخلاصية التي بناها عابد بن خلاص. المدرسة النابلسية: بناها الشيخ جمال الدين النابلسي. مدرستا الفخر وابن جامعة: وقد أنشأهما عبد اللطيف التكريتي.
الزهراء
هي إحدى المدن الأندلسية، التي كان يقصدها الأمراء لطلب الراحة والتمتع بملذات الحياة بعيدًا عن أنظار رعيتهم بالعاصمة.
الموقع الجغرافي:
تقع مدينة الزهراء على بعد خمسة أميال غربي قرطبة، وهي متقنة البناء، ومحكمة الصنعة، اتُخِذَتْ مقرًا للخلافة، ونصب تمثال الزهراء على بابها الرئيسي، وجلب لها الرخام الأبيض من المرية، والمجزع من "رية"، والوردي والأخضر من "سفاقس" و"قرطاجنة". أقيم فيها قصر الخلافة، وجُعلت قراميده ذهبًا وفضة، وأقيم في وسطه صهريج مملوء بالزئبق، وفتح بها ثمانية أبواب. الوصف: بالغ مؤرخو العرب في وصف روائع تلك المدينة بقصورها، وما احتوت عليه من مظاهر الترف والثراء مما لا يمكن أن يصدقه العقل، ولا يستسيغه المنطق، غير أن ما أسفرت عنه الحفائر الأثرية أثبت بصورة قاطعة صدق هذا الوصف. جزء من تاريخها: ـ أسسها عبد الرحمن الناصر سنة (325هـ)، واتخذها مقرًا للخلافة. وجعل الناصر فيها دورًا لصناعة آلات الحرب والحلي وأدوات الزينة، وكانت مركزًا هامًا لصناعة العلب العاجية. ـ واستكمل بناء الزهراء ابنه الحكم المستنصر سنة (365هـ). ـ وعندما سقطت الخلافة الأموية في الأندلس هاجمتها حشود البربر سنة (399هـ) بقيادة سليمان المستعين، واقتحموا المدينة عنوة، وأضرموا فيها النيران فاحترقت وخربت، وأصبحت أثرًا بعد عين. آثــار ومعـالم:
ـ في سنة (1910م) أجرى السنيور "فيلاسكث بوسكو" في خرائبها أول حفائر علمية كشفت عن كميات ضخمة من الخزف ذي البريق المعدني، وقطع كثيرة من الرخام أدت إلى الاهتداء إلى قصر الحكم المستنصر. ـ وفي سنة (1943م) تم كشف آثار من قصور الناصر، وهي غنية بالزخارف المحفورة في الآجر والرخام، ووجد اسم عبد الرحمن الناصر منقوشًا على تيجان من الرخام.
الطائف مدينة جبلية جميلة جدًّا، في منطقة الحجاز، جيدة المناخ، طيبة الهواء والماء، وربما جمد فيها الماء في الشتاء، لأنها تقع على جبل غزوان الذي يبلغ ارتفاعه 1630مترًا، إلى الجنوب الشرقي من مكة المكرمة، وهي مصيف أهلها ومربع سكانها، ذات زروع وكرم ونخيل، وأشهر فاكهتها الرمان والعنب. وهي مركز تجاري، ويمر بها الطريق المعبد الرئيسي المعترض الذي يبدأ بجدة باتجاه العاصمة الرياض. وفيها مطار متوسط الحجم يستقبل الطائرات الداخلية، وعدد من المعاهد العلمية، ومستشفى عسكري حديث مزود بأحدث الوسائل والتجهيزات المتطورة. وهي من أهم عقد المواصلات في المملكة العربية السعودية. والطائف مدينة عربية قديمة، سميت بالطائف من الطواف، وهو الحائط الذي كان يحيط بها. وكانت الطائف مركزًا لقبائل ثقيف، وبطائفها، أي حائطها تحوّطت من الغزاة، ولهذا قال أبو طالب عم النبي ـ صلى الله عليه وسلم: مَنَعْنَا أرضنا من كل حَيٍّ كما امتنعت بطائفها ثقيفُ أتاهم معشرٌ كي يسلبوهم فمالت دون ذلكمُ السيوفُ ويذكر أهل التفسير أن الطائف ورد ذكرها في القرآن بالكناية، في ومكة المقصودتان من قوله تعالى: "وقالوا لولا نُزِّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم" (الزخرف: 31). افتتحها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ سنة تسع للهجرة صلحًا، وكان نزل عليها من قبل سنة ثمان عند منصرفه من حنين فتحصنوا منه، واحتاطوا لأنفسهم، فلم يكن إليهم سبيل.
العريش مدينة مصرية ساحلية قديمة جدًا، تقع في أقصى الشمال الشرقي من مصر على البحر المتوسط في شبه جزيرة سيناء، قريبًا من الحدود الفلسطينية المصرية، وهي الآن مركز محافظة سيناء الشمالية. وبها آثار فرعونية تشير إلى أنها كانت بوابة حراسة لمصر أيام الفراعنة.
الفسطاط الموقع الجغرافي ـ موقع الفسطاط يمتاز بحصانةٍ طبيعيةٍ؛ إذْ تحميه التلال، ومن بينها هضبة المقطَّم من الشرق والشمال، ويحميه من الغرب خندقٌ مائي طبيعي، وهو نهر النيل الذي كان في الوقت نفسه يصل بين الشمال والجنوب. سبب التسمية: الفسطاط كلمةٌ عربيةٌ كانت تطلق على المدينة ومجتمعها، وقد جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "عليكم بالجماعة، فإن يد الله على الفسطاط"؛ أي مع المدينة التي بها مجتمع الناس. تخطيط الفسطاط: يَذكر المقريزي أن موضع الفسطاط كان فضاءً ومزارعَ فيما بين النيل والجبل الشرقي الذي يُعرف بجبل المقطم. وبعد أن وَضَعَ عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أساسَ جامِعِه سنة (21هـ / 642م) وَكَّل إلى أربعة من قواده تخطيطَ الأرض حول الجامع إلى خطط، وإنزالَ كل قبيلة بخطتها، فأخذت كل قبيلة في بناء مساكنها، وكانت بسيطة في عمارتها وتخطيطها، يتكون كل منها من طابق واحد، وكانت تُبنى من اللَّبِن في أول الأمر، ثم أخذت في التقدم والرقي بالتدريج حتى استُخدم الآجُرّ وبلاط الحجر الجيري، وأصبحت بعضالدور تشتمل على أفنية بوسطها فسقياتٌ تَصل إليها المياه وتُصرف منها عن طريق مجارٍ مبلطة، وحول هذه الأفنية أَرْوِقَةٌ وقاعات وغرف بعضها لسُكنى الحريم، والبعض الآخر للاستقبال. الفسطاط في التاريخ: ـ بعد أن استقرت الأمور وتم فتحُ مصر، بدأ عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ سنة (21هـ ـ 642م) في تأسيس مدينة لتكون عاصمة لمصر، هي الفسطاط التي تُعتبر بحق أصلَ مدينة القاهرة، واختار عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ موقعَ حصن بابليون ليبني الفسطاط، وأيًا ما كانت الظروف التي حَدَتْ بعمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ إلى أن يؤسس عند حصن بابليون عاصمة مصر الإسلامية، فإن هذا الموقع الذي اختاره أثبت ببقائه موقعًا للعاصمة المصرية حتى اليوم توفيقَ عمرو بن العاص - رضي الله عنه - في اختياره. ـ ولقد استمرت الفسطاط عاصمة للديار المصرية، ودارًا للإمارة ينزل بها أمراء مصر حتى بُنيت العسكر سنة (133هـ / 751م) فنزل فيها أمراء مصر وسكنوها في العصر العباسي، وفي عصر الطولونيين بنى أحمد بن طولون مدينة القطائع سنة (256هـ / 870م) وأقام فيها، وظلت إلى أن انتهى العصر الطولوني، فعاد أمراء مصر يسكنون العسكر، إلى أن جاء جوهر الصقلي قائد جيوش المعز لدين الله الفاطمي وشيد القاهرة، فأصبحت العاصمةَ، وأصبحت الفسطاط مسكنَ الرعية من المسلمين المصريين وقتذاك. من معالم الفسطاط: ـ جامع عمرو بن العاص: وهو أهم معالم الفسطاط الباقية إلى الآن، وهو أول وأقدم المساجد الإسلامية في مصر، أنشأه الصحابي الجليل عمرو بن العاص - رضي الله عنه - سنة (21هـ / 642م)، ويعرف هذا المسجد بعدة أسماء منها: "تاج الجوامع"، و"الجامع العتيق". ويصفه المؤرخ "ابن دقماق" بقوله: "إمام المساجد، ومقدم المعابد، قطب سماء الجوامع، ومطلع الأنوار اللوامع". ولهذا المسجد أهميته الفنية والمعمارية؛ ذلك لأنه جَرَى عليه كثيرٌ من التعمير والتجديد على طول التاريخ.
القاهرة ينسب بناء القاهرة إلى جوهر الصقلي ـ قائد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله ـ الذي فتح مصر، وأسس بها عاصمتها (القاهرة) قريبًا من مجموعة من المدن التي أسسها حكام مصر السابقون بجوار المدينة الأم: الفسطاط. وقد أسست في سنة (358هـ/ 968م). وهي قريبة من الفسطاط إذ لا تبعد عنها سوى ثلاثة أميال إلى الشمال منها، وهي الآن عاصمة جمهورية مصر العربية وأكبر المدن العربية والإفريقية. وكانت هناك عدة دوافع لاختيار موقع القاهرة، منها: توسطها بين الوجهين القبلي والبحري، وقربها من العواصم التاريخية لمصر، وتيسير الاتصال بينها وبين الشام والحجاز وإفريقية ...إلخ. ولعل الأحداث الكثيرة المؤثرة التي مرت بها القاهرة منذ بنائها وحتى اليوم تشهد بحسن هذا الاختيار، لما لعبته المدينة من دور تاريخي وحضاري بارز في العصور الإسلامية والعصر الحديث. يقول المفكر الإسلامي واضع علم الاجتماع ابن خلدون عن القاهرة خلال القرن الثامن الهجري: "من لم ير القاهرة لا يعرف عز الإسلام؛ فهي حاضرة الدنيا، وبستان العالم، ومحشر الأمم، ومدرج الذر من البشر، وإيوان الإسلام، وكرسي الملك، تلوح القصور والأواوين في وجوهه، وتزهو الخوانك والمدارس بآفاقه، وتضيء البدور والكواكب من عليائه، قد مثل بشاطئ بحر النيل الجنة". ومقولة المستشرق "جاستون فييت" عن القاهرة تمثل شهادة منصفة في حقها إذ يقول: "إنها تحتل مركزًا مرموقًا في تاريخ الفن؛ وذلك بفضل الأعمال العمرانية التي ازدهرت في ربوعها ازدهارًا باهرًا، فالأبنية تقف بمثابة شهود تمنعنا من أن نقلل من شأن تاريخ القاهرة فنرتكب إثم تزييفه". ويقول: " إن آلافًا من الأبنية البيضاء المتداعية والآثار والجبانات، وعددًا لا يحصى من القباب والمآذن الدقيقة المزركشة تتجه إلى السماء مرتفعة في كل مكان". وهذا "سنيور دانجلور" يخبرنا بأن شوارع القاهرة في نهاية القرن الثامن الهجري وبداية القرن التاسع الهجري كانت تزدحم بالمساجد، وتصعد في السماء في كل مكان مآذن تزينها محفورات الأرابسك؛ وقد نُحت بدقة بالغة، ثم نجده يحصي عدد المساجد في مدينة القاهرة حوالي اثني عشر ألف مسجد.
أهم المعالم والآثار:
والآثار الإسلامية بالقاهرة أكثر من أن تحصى في هذه السطور، ولكنا نشير إلى أهمها: المساجد: ـ جامع عمرو بن العاص: أنشأه القائد العظيم عمرو بن العاص رضي الله عنه سنة (21هـ). ـ جامع أحمد بن طولون: أنشأه أحمد بن طولون في سنة (263هـ). ـ قلعة صلاح الدين الأيوبي: بدأ البناء فيها سنة (572هـ/ 1179م). ـ الجامع الأزهر: أول جامع شُيد بالقاهرة عند بنائها، أنشأه جوهر الصقلي بأمر المعز لدين الله العبيدي (الفاطمي) سنة (359هـ)، وانتهى منه سنة (361هـ/972 م) ـ المدرسة والقبة الصالحية: أنشأها الملك الصالح نجم الدين أيوب سنة (641هـ / 1243م). ـ جامع الحاكم بأمر الله: أمر بإنشائه العزيز بالله سنة (380هـ/ 990م). ـ المشهد الحسيني: أنشئ سنة (549هـ)؛ لدفن رأس سيدنا الحسين. ـ جامع ابن قلاوون، وجامع السلطان برقوق، ومسجد الناصر حسن. وإجمالاً فإن القاهرة كانت توصف من زمن بأنها (مدينة الألف مئذنة). ومن معالم القاهرة أيضًا: القصور الملكية العائدة لأسرة محمد علي باشا الكبير، وأشهرها "قصر عابدين". وأشهر متاحفها: المتحف المصري الفرعوني، والمتحف القبطي، والمتحف الإسلامي. ـ بالإضافة إلى كثير من المدارس، مثل: مدرسة السلطان حسن، مدرسة جوهر اللالا، مدرسة قايتباي، مدرسة الناصر محمد بن قلاوون، مدرسة وخانقاه الظاهر برقوق، مدرسة تغري بردي، وغيرها الكثير. | |
|
ايمن غريب Admin
عدد المساهمات : 661 تاريخ التسجيل : 17/01/2013 العمر : 31 برجي هو :
| موضوع: رد: تعرف على بعض المدن التاريخية الجمعة فبراير 22, 2013 1:56 pm | |
| | |
|