محمدالعابد Admin
عدد المساهمات : 625 تاريخ التسجيل : 18/01/2013 العمر : 70 برجي هو :
| موضوع: بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ الثلاثاء يناير 22, 2013 11:57 pm | |
| { بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ}
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ ، اللهمَّ صلِّي على عبدكَ ونبيكَ وخليلكَ الناطقِ بوحيكَ ، والذي جعلتهُ لسان الصِّدقِ الأبدي ، سيدّنا مُحَمَّد وعلى آلهِ وأزواجهِ وذريِّتهِ وباركْ وسلِّم , كما تحبهُ وترضاهُ آمين. وبعد :- فتفضلوا معي أيها الأكارم ، للاطلاع على هذه النفحات المباركة ، منْ معجزات القرآن العظيم ، في قوله تعالى : { بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ }.
قال تعالى : [ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ{19} بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ{20} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{21} يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ{22} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{23} وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ{24} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{25} ] ( سورة الرحمن ) ، والمرجان : نوع من الحليّ ، لا يوجد إلا في { البحار المالحة } ، فقوله تعالى: { يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ } : أي أنَّ البحرين المذكورين مالحان ، فالآية تتكلم عنْ بحرٍ ، يخرج منه مرجان ، وبحر آخر : يخرج منه مرجان ، فالأول مالح وهذا أيضا مالح ، ولكن : متى عرف الإنسان ، أن البحار المالحة : مختلفة وليست بحراً متجانساً واحداً ؟؟؟؟ لم يُعرف هذا ، إلا عام ( 1942م ) ، ففي عام ( 1873 م ) ، عرف الإنسان ، أنَّ مناطق معينة ، في البحار المختلفة ، تختلف في تركيب المياه فيها .. وعندما خرجت رحلة [[ السفينة تشالنجر ]] ، وطافتْ حول البحار ، ثلاثة أعوام ، وتعتبر هذه : الرحلة هي الحد الفاصل ، بين علوم البحار التقليدية القديمة " المليئة بالخرافة والأساطير " ، وبين الأبحاث الرصينة ، القائمة على التحقيق والبحث ، وهذه الباخرة : هي أول هيئة علمية ، بينتْ أنَّ البحارَ المالحة ، تختلف في تركيب مياهها ، لقد أقامتْ محطات ، ثم بقياس نتائج هذه المحطات ، وجدوا أنَّ البحار المالحة تختلف في : [[ درجة الحرارة والكثافة والأحياء المائية وقابلية ذوبان الأكسجين ]] ، وفي عام ( 1942م ) ، فقط ظهرتْ لأول مرّة ، نتيجة : أبحاث طويلة ، جاءت نتيجة لإقامة مئات المحطات البحرية ، في البحار ، فوجدوا : أنَّ المحيط الأطلنطي مثلاً ، لا يتكونْ منْ بحرٍ واحدٍ ، بل منْ بحارٍ مختلفةٍ ، وهو محيطٌ واحدٌ ، فضلا عنْ بحرين مختلفين يلتقيان ، كذلكَ : { كالبحر الأبيض والبحر الأحمر } و { كالبحر الأبيض والمحيط الأطلنطي } و { كالبحرالأحمر وخليج عدن } ، يلتقيان أيضاً ، في مضايق معينة ، ففي ( 1942 م ) عُرفَ لأولِ مرَّةٍ ، أنَّ هناكَ بحاراً كاملة ، يختلف بعضها عنْ بعض ، في : [[ الخصائص والصفات ]] ، وتلتقي وعلماء البحار يقولون : إنَّ أعظمَ وصف للبحار ومياه البحار : أنها ليستْ ثابتة . .. ليست ساكنة .. أهم شيء في البحار أنها متحركة .. فالمد والجزر والتيارات المائية والأمواج والأعاصير ، عوامل كثيرة جداً ، كلّها عوامل خلط بين هذه البحار ، وهنا يرد على الخاطر سؤال : فإذا كانَ الأمرُ كذلكَ ، فلماذا لا تمتزج هذه البحار ولا تتجانس ؟ ! درسوا ذلكَ ، فوجدوا الإجابة : أنَّ هناكَ برزخاً مائياً وفاصلاً مائياً ، يفصل بينَ كلّ بحرين يلتقيان في مكانٍ واحدٍ ، سواء في محيطٍ أو في مضيقٍ ، فهناك برزخ وفاصل يفصل بين هذا البحر وهذا البحر .. وتمكنوا منْ معرفة : هذا الفاصل ، وتحديد ماهيته بماذا ؟ هل بالعين ؟ لا .. وإنما بالقياساتِ الدقيقةِ ، لدرجة الملوحة ، ولدرجة الحرارة ، والكثافة ، وهذه الأمور لا ترى بالعينِ المُجردةِ ، فسبحان القائل :
{ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً } الفرقان53 جاء في التفسيرِ المُيسَّرِ : [{ والله هو الذي خلط البحرين : العذب السائغ الشراب ، والمالح الشديد الملوحة ، وجعل بينهما حاجزًا : يمنع كل واحدٍ منهما من إفساد الآخر ، ومانعًا مِن أن يصل أحدهما إلى الآخر }].
المصدر
" العلاج هو الإسلام " للشيخ : عبد المجيد الزندانى | |
|