محمدالعابد Admin
عدد المساهمات : 625 تاريخ التسجيل : 18/01/2013 العمر : 70 برجي هو :
| موضوع: الإعجاز العلمي في القرآن والسُنّة ''وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً'' الأربعاء يناير 23, 2013 1:22 am | |
|
الإعجاز العلمي في القرآن والسُنّة ''وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً''
قال الله تعالى: {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} مريم: 4، جزء من آية دعا فيها سيّدنا زكريا عليه السّلام ربّه، فقال: {رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} مريم:.4 فقوله سبحانه وتعالى: {وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي} أي: ضعف العظم ورقَّ من الكبر. وإنّما ذكر ضعف العظم؛ لأنّه عموم البدن، وبه قوامه، وهو أصل بنائه. فإذا وهن العظم، دلّ على ضعف جميع البدن؛ لأنّه أشدّ ما فيه وأصلبه، فوهنُه يستلزم وهن غيره من البدن. وقوله تعالى: {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} أي: انتشر بياض الشيب في الرأس انتشار النّار في الهشيم. والشّيب: بياض الشعر، ويعرض للشعر البياض بسبب نقصان المادة الّتي تعطي اللون الأصلي للشعر، ونقصانها بسبب كبر السن غالبًا؛ فلذلك كان الشيب علامة على الكبر. والاشتعال يكون للنّار شبّه به انتشار الشيب في الرأس على سبيل الاستعارة. ويجمع علماء البلاغة على أن الاستعارة في هذه الجملة من ألطف الاستعارات وأحسنها لفظًا ومعنى، فقد جمعت بين الإيجاز والإعجاز؛ إذ فيها من فنون البلاغة ما لا يخفى، حيث كان الأصل أن يقال: {وَاشْتَعَلَ شَيْبُ الرأس}؛ وإنّما قلب للمبالغة، فقيل: {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا}، فأسند الاشتعال للرأس في اللفظ، وهو في الحقيقة مسند للشيب في المعنى، فأفاد بذلك مع لمعان الشيب في الرأس ـ الّذي هو أصل المعنى ـ العموم على سبيل الاستغراق والشمول، وأنّ الشيب قد شاع في الرأس كلّه، وأخذه من نواحيه، وعمّ جملته، حتّى لم يبق من السواد شيء، أو لم يبق منه إلاّ ما لا يعتد به. وهذا المعنى لا يمكن أن يفهم لو قيل: {اشْتَعَلَ شَيْبُ الرَّأْس}؛ بل لا يوجب اللفظ ـ حينئذ ـ أكثر من ظهور الشيب في جانب أو أكثر من جوانب الرأس. | |
|