محمدالعابد Admin
عدد المساهمات : 625 تاريخ التسجيل : 18/01/2013 العمر : 70 برجي هو :
| موضوع: سيدنا معاوية رضى الله عنه الثلاثاء يناير 29, 2013 2:27 pm | |
|
سيدنا معاوية رضى الله عنه من الشخصيات التى شوهت كثيراً أما بسبب الإعلام الفاسد عن طريق المسلسلات الفاجرة أو عن طريق الكتب الشيعية مثل كتاب الأغانى والروايات التى دسها الشيعة فى كتب الأخبار والتاريخ والكل يأخذ منها دون أن يرجع لكلام العلماء فى الأسانيد ومدة صحة الحدث وكما قال الحبيب عليه الصلاة والسلام " كفي بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع "
تعال نتعرف على مناقب واحد من أصحاب الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام
مقدمـة:
إن سلامة القلب تجاه الصحابة والتأدب معهم من صميم اعتقاد أهل السنة والجماعة، ولذلك فإن الطعن فيهم هو وسيلة للطعن في الدين الإسلامي فأصحاب رسول الله كلهم عدول ثقات، وهم الذين نقلوا لنا هذا الدين. روى الإمام الشافعي بسنده إلى أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله اختارني واختار أصحابي فجعلهم أصهاري وجعلهم أنصاري، وإنه سيجيء في آخر الزمان قوم ينتقصوهم، ألا فلا تُناكحوهم، ألا فلا تنكحوا إليهم، ألا فلا تصلوا عليهم، عليهم حلت اللعنة).
ولعله لم تنل شخصية في التاريخ من التشويه مثل شخصية معاوية رضي الله عنه خاصة من أهل الأهواء قديماً للنزاعات السياسية والمذهبية، ثم وجد المستشرقون في رواياتهم مرتعاً خصباً للنيل من الإسلام، وقد حاولت هنا أن أوضح الصورة الحقيقية لهذا الصحابي، فهذا غيض من فيض محاسنه. اسمه ونسبه: معاوية بن أبى سفيان صخر(رضي الله عنهما) بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب يلتقي نسبه مع نسب الرسول صلى الله عليه وسلم عند عبد مناف. وأمه هي هند بنت عتبة بن ربيعة.
و أخته أم المؤمنين رملة بنت أبى سفيان (رضي الله عنها) زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الذهبي رضي الله عنه: (كان رجلاً طويلاً، أبيض، جميلاً، مهيباً). مولده وإسلامه:
ولد قبل البعثة بخمس سنين، وأسلم في عام (7هـ) وأخفى إسلامه حتى فتح مكة خوفاً من أبيه ولم يظهره إلا في فتح مكة، ولذلك ظن كثير من المؤرخين أنه من مسلمة الفتح. فضله:
وهو من مشاهير الصحابة وفضلائهم (رضي الله عنهم جميعاً) دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: (اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به). أخرج البخاري في التاريخ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاوية رضي الله عنه: (اللهم علمه الكتاب والحساب وقه العذاب). ومن الأحاديث الدالة على فضله أيضاً ما رواه البخاري رحمه الله عن أم حرام بنت ملحان الأنصارية (رضي الله عنها) قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا - أي: فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة. فتح الباري- قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله، أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم، وكان ذلك جيش معاوية في خلافة عثمان رضي الله عنهما). ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر - القسطنطينية: فتح الباري- مغفور لهم) (وهو الجيش الإسلامي بقيادة يزيد بن معاوية، وفي جملة من كبار الصحابة منهم: أبو أيوب الأنصاري وابن عمر وابن عباس وابن الزبير رضي الله عنهم جميعاً) فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: لا. وقد ولاه الرسول صلى الله عليه وسلم بعض عمله فكان يكتب له، ثم ولاه أبو بكر رضي الله عنه بعض عمله، ثم ولاه عمر رضي الله عنه بعض بلاد الشام، وظل عليها طوال حياة عمر رضي الله عنه مع شدة عمر على عماله، ثم جمع له عثمان بلاد الشام كلها. زهده رضي الله عنه:
روى الإمام أحمد في كتاب الزهد (ص172 طبعة مكة) عن أبي شبل محمد بن هارون عن حسن بن واقع عن ضمرة بن ربيعة القرشي عن علي بن أبي حملة عن أبيه قال: رأيت معاوية على المنبر بدمشق يخطب الناس وعليه ثوب مرقوع. وأخرج ابن كثير(8/134) عن يونس بن ميسر الحميري الزاهد – وهو من شيوخ الأوزاعي – قال: رأيت معاوية في سوق دمشق وهو مردف وراءه وصيفاً وعليه قميص مرقوع الجيب يسير في أسواق دمشق.
ثناء الصحابة عليه:
قال سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه: ما رأيت أحداً بعد عثمان أقضى بحق من صاحب هذا الباب يعني معاوية. وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه قال: ما رأيت رجلاً أخلق بالملك من معاوية. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال: ما رأيت أحداً أسود من معاوية. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال لأهل الشام: ما رأيت أحداً أشبه صلاة بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من إمامكم هذا (يعني معاوية). أخرج الطبراني (5/330) حدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه، قال: حدثني أبي، قال: حدثني سليمان، قال: حدثني عبد الله بن المبارك، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، قال: (قال عمر بن الخطاب: تذكرون كسرى وقيصر ودهاءهما وعندكم معاوية)! كما أورد هذا الخبر البلاذري في أنساب الأشراف (4/147)، والقالي في الأمالي (2/121). عن عمر بن الخطاب لما ولاه الشام: لا تذكروا معاوية إلا بخير (البداية والنهاية (8/25). روى البخاري في الصحيح (3765) أنه قيل لابن عباس: هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة، قال: إنه فقيه. قال الصحابي عمير بن سعد الأنصاري الأوسي وقد عزله عمر بن الخطاب (وكان يسميه نسيج وحده) عن حمص وولى معاوية: لا تذكروا معاوية إلا بخير، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم اهد به). روى ابن قتيبة عن عتبة بن مسعود قال: أنه لما مر بنا نعي معاوية قمنا فأتينا ابن عباس فوجدناه جالساً قد وضع له خوان وعنده نفر، فأخبرناه الخبر، فقال: يا غلام! ارفع الخوان وسكن ساعة، ثم قال: جبل تزعزع ثم مال كلكله، أما والله ما كان كمن قبله، ولكن لن يكون بعده مثله، وإن ابنه خير أهله. روى ابن سعد في الطبقات بإسناد صحيح من طريق عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة أخبره:
أنه قدم على معاوية أمير المؤمنين فقضى حاجته،ثم دعاه، فقال: يا مسور،ما فعل طعنك على الأئمة؟ قال المسور: دعنا من هذا وأحسن فيما قدمنا له. قال معاوية: لا أدعك حتى تكلم بذات نفسك والذي تعيب علي. قال المسور: فلم أدع شيئاً أعيبه عليه إلا بينته. فقال معاوية: لا أبرأ من الذنب، فهل تعُد لنا يا مسور مما نلي من الإصلاح شيئاً ؟ فإن الحسنة بعشرة أمثالها، أم تعد الذنوب وتترك الإحسان. قال المسور: لا والله ما نذكر إلا ما نرى من هذه الذنوب ! فقال معاوية: فإنا نعترف بكل ذنب أذنبناه ،فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلكك إن لم يغفرها الله لك ؟ قال المسور: نعم. قال معاوية: فما يجعلك بأحق برجاء المغفرة مني، فوالله لما ألي من الإصلاح أكثر مما تلي،
ولكني والله لا أخير ما بين أمرين من الله وغيره إلا اخترت الله على ما سواه،
وإني لعلى دين يقبل فيه العمل ويجزى فيه بالحسنات ويجزى فيه بالذنوب إلا أن يعفو الله عنها،
وإني لاحتسب كل حسنة عملتها بأضعافها من الأجر، وإني لألي أموراً عظاماً لا أحصيها ولا يحصيها من عمِل لله بها في الدنيا، إقامة الصلوات للمسلمين، والجهاد في سبيل الله، والحكم بما أنزل لله
والأمور التي لست أحصيها- يقصد ذنوبه- وإن عددتها –أي:
يا مسور- فتكفر في ذلك- أي يكفرها ما تقدم من الحسنات-.
قال المسور: فعرفت أن معاوية قد خصمني حينما ذكر ما قال.
قال عروة: فلم أسمع المسور بعد يذكر معاوية إلا صلى عليه- أي: دعا له.
وفي تاريخ دمشق لابن عساكر: أن ابن عباس رضي الله عنه قال: لله در ابن هند ما أكرم حسبه، وأكرم مقدرته،
ووالله ما شتمنا على منبر قط، ولا بالأرض ظناً منه بأحسابنا وحسبه.
ثناء العلماء والمؤرخين عليه:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لم يكن من ملوك الإسلام ملك خير من معاوية،
ولا كان الناس في زمان ملك من الملوك خيراً منهم في زمن معاوية، إذا نسبت أيامه إلى من بعده. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: واتفق العلماء أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة، فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة وهو أول الملوك، كان ملكه ملكاً ورحمة (الفتاوى (4/47). قال الذهبي: أمير المؤمنين ملك الإسلام. وقال: معاوية من خيار الملوك الذين غلب عدلهم على ظلمهم. قال ابن كثير في ترجمة معاوية (البداية والنهاية 8/122): وأجمعت الرعايا على بيعته في سنة إحدى وأربعين.. فلم يزل مستقلاً بالأمر في هذه المدة إلى هذه السنة التي كانت فيها وفاته، والجهاد في بلاد العدو قائم، وكلمة الله عالية، والغنائم ترد إليه من أطراف الأرض، والمسلمون معه في راحة وعدل وصفح وعفو. قال ابن أبي العز الحنفي في (شرح العقيدة الطحاوية (722):
وأول ملوك المسلمين معاوية وهو خير ملوك المسلمين.
حلمـه: أورد (ابن كثير 8/138): أن رجلاً أسمع معاوية كلاماً سيئاً شديداً،فقيل له: لو سطوت عليه؟ فقال: إني لأستحي من الله أن يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيتي.
وأورد (ابن كثير 8/138) قال رجل لمعاوية: ما رأيت أنذل منك.
فقال معاوية: بلى من واجه الرجال بمثل هذا.
همته رضي الله عنه:
كان عالي الهمة تدل على ذلك الكثير من الحوادث، منها: بعد أن علم ملك الروم بخلاف المسلمين أخذ يستعد لغزو بلاد المسلمين واستغلال هذه الفرصة، فكتب إليه معاوية رضي الله عنه وهو في معـمعة القتال في صفين: والله لئن لم تنته وترجع إلى بلادك، لاصطلحن أنا وابن عمي عليك ولأخرجنك من جميع بلادك ولأضيقن عليك الأرض بما رحبت،عند ذلك عاد ملك الروم وانكف وبعث يطلب الهدنة (البداية والنهاية). الجهــاد فـي خلافتــه
استمرت خلافته (20) عاماً ما بين عامي (40- 60هـ). ونعلم جميعاً أن حركة الفتوحات توقفت بعد استشهاد عثمان بن عفان رضي الله عنه وظلت متوقفة في خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبعد اجتماع كلمة المسلمين في خلافة معاوية عادت حركة الفتوح، وسأحاول اختصارها. جبهة الروم في البر:
1- في عام (42هـ) غزا المسلمون اللان – تقع في جورجيا حالياً- وهزموا الروم هزيمة منكرة. 2- شاتية سنة (43هـ) واختلف في قائدها. 3- شاتية سنة (44هـ) بقيادة الصحابي عبد الرحمن بن خالد بن الوليد في بلاد الروم ومشتاهم بها. 4- شاتية سنة (45هـ) بقيادة الصحابي عبد الرحمن بن خالد بن الوليد في بلاد الروم ومشتاهم بها أيضاً. 5- شاتية سنة (46هـ) ومشتى عبد الله بن مالك الخثعمي (مالك السرايا) وقيل غيره بأرض الروم. 6- شاتية سنة (47هـ) ومشتى الصحابي مالك بن هبيرة السكوني في أرض الروم. 7- شاتية سنة (48هـ) مشتى الصحابي عبد الرحمن القيني في أنطاكية. 8- صائفة (48هـ) بقيادة عبد الله بن قيس الفزاري. 9- غزو القسطنطينية سنة (49هـ) بقيادة يزيد بن معاوية ومعه ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وأبو أيوب الأنصاري وفيها توفي رحمه الله. 10 - شاتية سنة (49هـ) بقيادة الصحابي مالك بن هبيرة السكوني في أرض الروم. 11- صائفة سنة (49هـ) بقيادة عبد الله بن كرز البجلي. 12 - غزوة سنة (50هـ) بقيادة بسر بن أرطأة والصحابي سفيان بن عوف الأزدي لأرض الروم. 13-شاتية سنة (51هـ) بقيادة فضالة بن عبيد. 14-صائفة (51هـ) بقيادة بسر بن أرطأة. 15-شاتية (52هـ) وفي قائدها اختلاف. 16-صائفة (52هـ) بقيادة محمد بن عبدالله الثقفي. 17-شاتية (53هـ) بقيادة عبد الرحمن بن أم الحكم الثقفي. 18-شاتية (54هـ) بقيادة محمد بن مالك. 19-صائفة (54هـ) بقيادة معن بن يزيد السلمي (له ولأبيه وجده صحبه وكانت له منزلة عند عمر بن الخطاب). 20 -شاتية (55هـ) وفي قائدها اختلاف. 21-شاتية (56هـ) بقيادة الصحابي جنادة بن أمية الأزدي. 22-غزوة سنة (56هـ) الصحابي عياض بن الحارث التيمي. 23-شاتية (57هـ) بقيادة عبدالله بن قيس. 24-غزوة (58هـ) بقيادة عبدالله بن مالك الخثعمي. 25-شاتية (59هـ) بقيادة صحابي بدري عمرو بن مرة الجهني. 26-غزوة سنة (60هـ) بقيادة عبدالله بن مالك الخثعمي. في البحر:
27- (44هـ) بقيادة بسر بن أرطأة. 28- (48هـ) بقيادة مالك بن هبيرة السكوني. وغزوة الصحابي عقبة بن عامر الجهني بأهل مصر والمنذر بن الزهير (وقيل: الزبير) على أهل المدينة وعلى الجميع خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد. 29- (49هـ) بقيادة يزيد بن شجرة الرهاوي بأهل الشام، وعقبة بن نافع الجهني بأهل مصر. 30- (50هـ) بقيادة فضالة بن عبيد الأنصاري. 31- (51هـ) فتح جزيرة رودس على يد جنادة بن أمية الأزدي. 32- (54هـ) فتح جزيرة أوراد على يد جنادة بن أمية الأزدي، غزا فيها يزيد بن شجرة الرهاوي وفيها قتل رحمه الله. 34- (54هـ) غزا فيه جنادة بن أمية الأزدي. جبهة المغرب:
35- (49هـ) فتح جزيرة جربة على يد الصحابي فضالة بن عبيد الأنصاري للبحر والصحابي رويفع بن ثابت الأنصاري للبر. 36- (50هـ) بناء القيروان بعد فتح أفريقية تونس على يد عقبة بن نافع الفهري. جبهة سجستان وخراسان وما وراء النهر: 37- تكليف عبد الله بن عامر بن كريز بإعادة فتح سجستان وخراسان؛ لأنه هو فاتحها في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه. 38- (47هـ) غزوة الصحابي الحكم بن عمرو الغفاري إلى بلاد الغور في أفغانستان حالياً. 39- (50هـ) غزوة الصحابي الحكم بن عمرو الغفاري إلى جبل الأشل ثم عبوره نهر جيحون. 40- (51هـ) فتح بلخ وقهستان على يد الربيع بن زياد الحارثي. 41- (54هـ) انتصار الربيع بن زياد الحارثي على الترك خلف نهر جيحون. 42- (56هـ) عبور سعيد بن عثمان بن عفان نهر جيحون وفتح مدينة ترمذ. موقف معاوية من خلافة علي رضوان الله عليهما:
يرجع أصل هذه القضية إلى استشهاد عثمان بن عفان رضي الله عنه على أيدي المنافقين([1]) . وتأجيل علي رضي الله عنه إقامة القصاص على قتلة عثمان، أدى ذلك إلى مطالبة معاوية لعلي بتسليمه قتلة عثمان رضي الله عنهم أجمعين. وهو ما أخرجه يحي بن سليمان الجعفي بسند جيد عن أبي مسلم الخولاني أنه قال لمعاوية : أنت تنازع علياً أم أنت مثله؟
فقال: لا والله، أني لأعلم أنه أفضل مني وأحق بالأمر مني،
ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوماً، وأنا ابن عمه،
والطالب بدمه، فأتوه،
فقولوا له: فليدفع إليَّ قتلة عثمان وأسلم له، فأتوا علياً،
فكلموه، فلم يدفعهم إليه
([2]). وفي رواية: فأتوه فكلموه، فقال: يدخل في البيعة ويحاكمهم إليَّ، فامتنع معاوية، فسار علي في الجيوش من العراق حتى نزل بصفين وسار معاوية حتى نزل هناك، وذلك في ذي الحجة سنة ست وثلاثين، فتراسلوا فلم يتم لهم أمر، فوقع القتال([3]). إذاً: فأصل الخلاف لم يكن حول اعتراض معاوية على أحقية علي بالخلافة، بل كان بسبب تأجيل إقامة القصاص على قتلة عثمان إذ كان علي يرى تأجيل إقامة القصاص على قتلة عثمان حتى تستتب له الأمور بعد استشهاد عثمان رضي الله عنهم أجمعين. ولا شك أن الحق الذي سعى إليه علي رضي الله عنه مقدم على الحق الذي سعى له معاوية رضي الله عنه، إذاً فالمسألة تتعلق بالأولويات وهو ما فقهه علي رضي الله عنه. يقول ابن كثير: (ثم كان ما كان بينه -يقصد معاوية- وبين علي بعد قتل عثمان على سبيل الاجتهاد والرأي، فجرى بينهما قتال عظيم... وكان الحق والصواب مع علي، ومعاوية معذور عند جمهور العلماء سلفاً وخلفاً) ([4]).
وفي ذلك يقول ابن خلدون:
(ولما وقعت الفتنة بين علي ومعاوية كان طريقهم فيها الحق والاجتهاد، ولم يكونوا في محاربتهم لغرض دنيوي، أو لإيثار باطل، أو لاستشعار حقد كما قد يتوهمه متوهم، وينزع إليه ملحد، وإنما اختلف اجتهادهم في الحق، وسفه كل واحد نظر صاحبه في اجتهاده في الحق، فاقتتلوا عليه، وان كان المصيب علياً، فلم يكن معاوية قائماً فيها بقصد الباطل وإنما قصد الحق وأخطأ، والكل كانوا في مقاصدهم على الحق) ([5]). لم يكونوا في محاربتهم لغرض دنيوي، أو لإيثار باطل، أو لاستشعار حقد كما قد يتوهمه متوهم، وينزع إليه ملحد، وإنما اختلف اجتهادهم في الحق، وسفه كل واحد نظر صاحبه في اجتهاده في الحق، فاقتتلوا عليه، وان كان المصيب علياً، فلم يكن معاوية قائماً فيها بقصد الباطل وإنما قصد الحق وأخطأ
وخلاصة القول أن علياً ومعاوية رضي الله عنهما كانا يسعيان إلى للحق ولا شيء سوى ذلك لكن علياً كان هو الأقرب إلى الحق والدليل في ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قوماَ - الخوارج: النووي، شرح صحيح مسلم – يكونون في أمته يخرجون في فرقة من الناس - أي افتراق الناس،المصدر السابق – سيماهم التحالق قال هم شر أو من شر الخلق، يقتلهم أدنى الطائفتين – طائفة علي ومعاوية، المصدر السابق – إلى الحق).
ومن المعروف أن علي رضي الله عنه هو من قاتل الخوارج في معركة النهروان.
وفاته رضي الله عنه: توفي رضي الله عنه في عام (60هـ)، وكان قد تولى الخلافة بعد صلحه مع الحسن (رضي الله عنهما) عام (41هـ).
قال معاوية في مرضه الذي مات فيه:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كساني قميصاً فرفعته، وقلم أظفاره
يوماً فأخذت قلامته فجعلتها في قارورة، فإذا مت فألبسوني ذلك القميص،
وقطعوا تلك القلامة واسحقوها وذروها في عيني وفيَّ، فعسى أن يرحمني الله
ببركتها ثم أغمي عليه ثم أفاق، فقال لمن حضره: اتقوا الله عز وجل، فإن الله
سبحانه يقي من اتقاه، ولا واقٍ لمن لا يتقي الله، ثم توفي رضي الله عنه.
([1]) هذه التسمية أطلقها الرسول صلى الله عليه وسلم على الخارجين على عثمان، وهو ما أخرجه ابن ماجه عن طريق عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله (يا عثمان إن ولاك الله هذا الأمر يوماً فأرادك المنافقون أن تخلع قميصك الذي قمصك الله فلا تخلعه) يقول ذلك ثلاثاً. محمد ناصر الدين الألباني: صحيح سنن ابن ماجة (1/25). ([2]) الذهبي: سير أعلام النبلاء (3/140)، ابن كثير: البداية والنهاية (8/129)، ابن حجر: فتح الباري (13/92). ([3]) ابن حجر: فتح الباري (13/92). ([4]) ابن كثير: البداية والنهاية (8/126). ([5]) ابن خلدون: المقدمة (1/257). | |
|