صعبه المنال مشرفه
عدد المساهمات : 73 تاريخ التسجيل : 30/01/2013 العمر : 34 برجي هو :
| موضوع: يوم القيامة من هم الشهود على الخميس يناير 31, 2013 10:43 am | |
|
يوم القيامة من هم الشهود على الإنسان الحمدلله ، هدانا للإسلام ، وعلَّمنا الحكمة والقرآن ، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس ، وألبسنا لباس التقوى خير لباس . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، شهادة عبده وابن عبده وابن أمته ، شهادة أرجوا بها النجاة ، في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله ، وخيرته من خلقه ، بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً ، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ، فهدى الله به أعيناًعمياً , وآذاناً صماً ، وقلوباً غلفاً .اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه ، وعلى آله وصحبه ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ... أما بعد :فاتقوا الله أيها المسلمون اتقوه تقوى رجل ، يريد الجنة ، والنجاة من النار ، وهو يعلم أن يوم القيامة ،مصيران لا ثالث لهما ( فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ) أيها المسلمون :في صحيح الإمام مسلم : قصَّ علينا رسولنا صلى الله عليه وسلم حديثاً عجيباً في مجادلة العبد لربِّه وسيده ومولاه فقال : يقول العبد يوم القيامة : يا رب ألم تُجرني من الظلم ؟فيقول : بلى ،فيقول : إني لا أجيز على نفسي إلا شاهداً مني ، فيقول : كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً ، وبالكرام الكاتبين شهوداً ، فيختم على فيه ، ويقال لأركانه ( يعني جوارحه ) : انطقي ، فتنطق بأعماله ، ثم يخلَّى بينه وبين الكلام فيقول : بعداً لكنَّ وسحقاً ، فعنكنَّ كنتُ أناضل ) هكذا يظن الإنسان أن الكلّ عدوه يوم القيامة ، فلا يرضى بشهادة أحد من الناس عليه ، لكنه يتفاجأ : بشهادة جوارحه عليهيا عبد الله :تخيَّل نفسك أنك ذلك الرجل الذي شهد عليه لسانه بما قال : فكم هي الكلمات من رضوان الله التي قلتها ؟ وكم هي الكلمات التي تسخط الله وقد زلَّ بها اللسان ؟ وأنك ذلك الرجل الذي شهد عليه سمعه وبصره ، ويده ورجله ، وجلده وفرجه ، فكيف سيكون الحال يومئذ ؟ إني لأتخيل ذلك الرجل ، وقد وقف مبهوتاً مدهوشاً ، فاغراً فاه ، لهول ما يسمع ويرى .يا الله : كلُّ ما وصل إلى سماعك من أصوات سيظهركلُّ ما أبصرته عيناك سيظهركلُّ ما بطشته يداك سيظهركلُّ ما مشت إليه قدماك سيظهركلُّ ما عملته بفرجك سيظهرومامن حيلة لهذه الجوارح إلا الإعتراف ، فالذي أنطقها هو الله
(حَتَّى إِذَامَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْبِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{20} وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْعَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَخَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) . أيها المسلمون :وزيادة في كمال العدل من الله تعالى على ابن آدم ، فهناك شاهد ثاني .إنهم الملائكة الكرام الكاتبون .وهل نسيت يا مسلم أن معك ملكان يسجلان الأعمال ؟ فصاحب اليمين يسجل الحسنات ، وصاحب الشمال يسجل السيئات .
( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ{10} كِرَاماً كَاتِبِينَ{11} يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) . ويقول جل وعلا :
مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) . ويقول :
اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً). فإذا أنكر الإنسان شيئا من أعماله ، نشرت صحيفته وكتبه ، فيرى كل عمل عمله في هذه الدنيا فيقول :
مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ) فتنبه يا عبد الله ولا تُمْلِ على الكتبة إلا خيرا .وإياك والغفلة عن الكتاب ، فأنت آخذ كتابك باليمين أو آخذه بالشمال . فإنكنت صاحب عمل صالح : من صلاة وصيام وصدقة وصلة رحم وحسن جوار وكلمة طيبة وذكر وتسبيح ونظافة قلب فابشر بالفرج من الله فأنت ممن يتسلم كتابه بيمينه ، فيقول للناس والفرحة تعلوا وجهه :
]هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ{19} إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ{20} فَهُوَ فِي عِيشَةٍرَّاضِيَةٍ{21} فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ{22} قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ{23} كُلُواوَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ) .
وأما من طاوع هوى نفسه والشيطان ، سواء طاوع شياطين الجن ،
أو طاوع شياطين الإنس فيقول :
يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ{25} وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ{26} يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ{27}مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ{28} هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ) .
فيأتيه الجواب من الله :
خُذُوهُ فَغُلُّوهُ{30} ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ{31} ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ) .
أيها الإخوة الكرام :وزيادة في كمال العدل من الله فهناك شاهد ثالث .فيا ترى من سيشهد عليك غير جوارحك ، وغير الكتاب التي كتبته الملائكة ؟إنها الأرض التي تمشي عليها في هذه الدنيا.إِذَازُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا{1} وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُأَثْقَالَهَا{2} وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا{3} يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُأَخْبَارَهَا{4} بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا) .
والآن يا عبد الله : عُدْ بالذاكرة إلى الوراء .كم من خطوة مشيتها إلى بيوت الله لأداء الصلاة جماعة مع المسلمين ؟ فهذه لك .كم من خطوة مشيتها لتصلح بين المتخاصمين ؟ فهذه لك كم من خطوة مشيتها إلى أمر بمعروف أو نهي عن منكر ؟ فهذه لك .كم من خطوة مشيتها لتأكل بالحلال ، وتطعم أولادك وأهلك الحلال ؟ فهذه لكوهكذا فأنت أدرى بما هو لك ، و ما هو عليك من الخطوات ،فغدا تنطق الأرض بخطواتك التي مشيتها عليهاأيها الإخوة الكرام :وزيادة في كمال العدل من الله ، فهناك شاهد رابع :إنه محمد صلى الله عليه وسلموفي الحديث :أن أعمال أمته تعرض عليه في قبره كل يوم ، وفي كل جمعة ، وسيشهد على كل عامل بما عمله .
فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً)
فانظر يا مسلم ، يا من رضيت بمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً ونبياً :انظر إلى العمل الصالح ، الذي تريد به مقابلة هذا النبي الكريم .وفي المقابل : احذر من كل عمل سوء ، تستحي من مقابلتي هذا النبي به .وبذلك يا عبد الله يا مسلم يكون هناك شهود أربعة يوم القيامة : جوارحك التي بين جنبيك .وكتابك الذي سجلته الملائكة .والأرض التي تمشي عليها . ومحمد صلى الله عليه وسلم .فا جعل هؤلاء الشهود ، يشهدون لك يوم القيامة لا عليك .استغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه ، إنه هو الغفور الرحيم. | |
|