عدد المساهمات : 661 تاريخ التسجيل : 17/01/2013 العمر : 31برجي هو :
موضوع: الجمهوريه التونسيه سياحه السبت يناير 19, 2013 10:15 am
السياحة في تونس
إن تونس العاصمة رغم كونها المركز السياسي والاقتصادي الأول لتونس فإنها أيضاً المدينة السياحية الأولى، إذ تجمع بين الأصالة والتطور كغيرها من المدن التونسية الرئيسية.
أما أصالتها فتتمثل في مظاهر عدة من أهمها احتفاظها في وسطها بالمدينة القديمة المدرجة ضمن التراث العالمي لما تضمه من معالم دينية تاريخية قدرت بأكثر من سبعمائة معلم. وتتميز هذه المدينة القديمة بمساجدها القديمة مثل جامع الزيتونة وجامع القصبة وجامع يوسف داي وجامع حمودة باشا، و دورها مثل دار بن عبد الله ودار حسين ودار الأصرم، كما تتميز بأزقتها المتعرجة وبأسواقها التقليدية التي تضم أصنافاً لا حصر لها من المصنوعات التقليدية يمكن أن يشم السائح فيها عبق التاريخ. ومن أبرز ما تقدمه الأسواق التقليدية لتونس العاصمة تشكيلة واسعة جداً من المصنوعات اليدوية الأصيلة دقيقة الصنع مثل الزرابي ( السجاجيد) القيروانية ومنتجات الخزف والفخار والمصنوعات النحاسية المرصعة والمنقوشة وأنواع الحلي والمصوغات والأزياء التونسية الوطنية. كما تتمثل الأصالة في معروضات متحف باردو الذي يضم مجموعات هامة من الفسيفساء الفريدة من نوعها في العالم كله. أما التطور في تونس العاصمة فيمكن مشاهدة معالمه على بعد أمتار من المدينة القديمة، وبالتحديد في شارع بورقيبة الذي يبدو كأحد شوارع وسط باريس بما يضمه في جنباته من المحلات التجارية والمكتبات والفنادق الراقية مثل فندق أفريقيا وفندق الهنا إنترناشيونال، وهما من فنادق الخمسة نجوم، وبما يشغل أرصفته من مقاهي يمكن للسائح أن يمضي فيها جلسات صباحية ومسائية وليلية تشبه جلسات المقاهي الباريسية، حيث يستمتع فيها بشتى أنواع المرطبات والمشروبات التونسية. كما يمكن مشاهدة معالم ذلك التطور على ضفاف البحيرة (بحيرة تونس العاصمة) التي كان لرجل الأعمال السعودي صالح عبدالله كامل دور كبير في استصلاحها وجعلها منطقة صالحة للتنزه والعمران. وهذه البحيرة التي تمتد من وسط العاصمة حتى ميناء تونس الواقع على خليج تونس، يمكن مشاهدة اتساعها من شرفات فندق أبو نواس تونس الشهير ذي الخمسة نجوم القريب من وسط العاصمة. وعلى بعد عدة كيلومترات من ضفاف البحيرة، تنتشر العمارات الحديثة التي يستخدم كثير من أدوارها العلوية كمكاتب ومساكن في حين تستخدم أدوارها الأرضية كمحلات تجارية ومقاهي ومطاعم. ويمكن للسائح وعائلته قضاء أوقات جميلة في هذه المقاهي والمطاعم ممتِّعين أبصارهم بجمال البحيرة وهدوء مياهها ومستنشقين للنسمات العليلة التي تهب منها وخاصة في أوقات العصاري والأمسيات والليالي. ومن معالم التطور التي تستحق المشاهدة في العاصمة التونسية حديقة البلفدير الخضراء التي تحتوي على حديقة كبيرة للحيوان تضم تشكيلة واسعة من حيوانات وطيور وزواحف العالم، ويمكن للسائح أن يمضي فيها نهاراً ممتعاً.
شواطيء قرطاج الساحرة
تتمثل أبرز معالم التطور في تونس العاصمة في الضواحي الشمالية الشرقية لها، وبالتحديد في شواطيء قرطاج الساحرة التي تمتد حوالي 25 كيلو متراً على خليج تونس. ففي مناطق قرطاج، سيدي بوسعيد، المرسى، وقَمَرْتْ، يستمتع السائح بأماكن عديدة ذات طبيعة ساحرة تنتشر فيها المرافق الفندقية الحديثة من الطراز الأول والتي تشمل المطاعم والمقاهي والمرافق الرياضية الصحية والبدنية مما لا يوجد إلا في أرقى الدول السياحية في العالم. وتتيح هذا الأماكن والمرافق للسائح قضاء أمتع الأوقات إما سيراً على الشواطيء لممارسة رياضة المشي، كما في منطقة المرسى، وإما جلوساً لقضاء أوقات ممتعة في أحد المقاهي أو المطاعم المنتشرة في مختلف أجزاء هذه الشواطيء. ومن أهم ما ينبغي للسائح مشاهدته في تلك المنطقة، قرية سيدي بوسعيد التي تعتبر أول موقع محمي في العالم. وهي تقع في قمة منحدر صخري يطل على قرطاج وخليج تونس. وتعد هذه القرية من أهم مناطق جذب السياح إلى تونس. ويعود تأسيس هذه القرية إلى القرون الوسطى، وتتميز بمنازلها المكسوة بالجير الأبيض والمشربيات والشبابيك و الأبواب الخشبية المشغولة ذات اللون الأزرق والطرقات والأزقة المبلطة بالحجارة. وبجانب المقاهي يوجد العديد من المطاعم ومتاجر الصناعات التقليدية والتحف وبعض الفنادق الصغيرة. ومن المناطق التي تجذب السياح في شواطيء قرطاج، منطقة قَمَرْتْ المعروفة بهضبتها المطلة على شاطئها ذو الجمال الأخاذ. وتضم المنطقة العديد من اشهر فنادق الخمس نجوم مثل فندق جولدن تيوليب وفندق لو بالاس وفندق رنيسانس وفندق أبو نواس قَمَرْتْ .
بنزرت "بندقية أفريقيا"
يطلق على مدينة بنزرت اسم "بندقية أفريقيا" تشبيهاً لها بمدينة البندقية الإيطالية، ويمكن الوصول إليها في أقل من ساعة باتجاه الشمال الغربي لتونس العاصمة. وتعد هذه المدينة الواقعة على البحر الأبيض المتوسط والتي حملت اسمها "بنزرت" إثر الفتوحات العربية الإسلامية، من المدن التونسية التاريخية، فقد اتخذ منها المستعمر الفرنسي قاعدة عسكرية وميناء له منذ دخوله تونس عام 1881م. وحاولت فرنسا الحفاظ على بقائها في مدينة بنزرت، بعد استقلال تونس عنها في 20 مارس 1956م، مما ولد نزاعاً مسلحاً مع التونسيين عام 1961م انتهى بقبول الجيش الفرنسي الجلاء عن المدينة يوم 15 أكتوبر 1963م. وتتمتع بنزرت بجانب جمالها البحري بجمالها البري الأخاذ المتمثل في غابة الصنوبر في بلدة الرمال الممتدة حتى كثبان الرمل على حافة البحر، وفي محمية حديقة "إشكل" الوطنية التي تعد الموقع الطبيعي الوحيد في العالم المحمي بثلاث اتفاقيات دولية لحماية الطبيعة. وتتكون المحمية من مجموعة سبخات وبحيرة بمساحة 12600 هكتاراً، وتتمتع بجمال طبيعي أخَّاذ. وتوفر بنزرت بنية تحتية سياحية تبلغ حوالي 3 آلاف سرير. ويوجد في المدينة ميناء ترفيهي يستوعب 120 زورقاً، وهو مكان محبذ لأصحاب زوارق الترفيه.
سوسة وميناء القنطاوي
تقع سوسة التي يطلق عليها التونسيون جوهرة السياحة التونسية على بعد ساعتين بالسيارة باتجاه الجنوب الشرقي لتونس العاصمة وحوالي الساعة بالسيارة باتجاه الجنوب الشرقي للحمامات. وتعد مدينة سوسة ثالث أكبر مدن تونس بعد تونس العاصمة وصفاقس، وتقول المصادر التاريخية إن الفينيقيين أسسوها قبل ثلاثة آلاف عام مطلقين عليها اسم حضرموت الذي تغير فيما بعد إلى سوسة. ومنذ تأسيسها على يد الفينيقيين تعاقب على حكم سوسة الرومان والوندال والبيزنطيون ثم العرب المسلمون. وتعرضت أثناء الحكم العربي الإسلامي للاحتلال النورماندي ثم الأسباني ثم الفرنسي إلى أن تم تحريرها منهم عام 1943م. وتمتاز مدينة سوسة بمزارع الزيتون التي تحيط بها من كل جانب مغطية مساحات ضخمة تصل إلى أكثر من ربع مليون هكتار. ومن المنظور السياحي، فإن أهم ما ينبغي مشاهدته في سوسه المدينة القديمة التي حافظت على العديد من معالمها بفضل اهتمام الجهات التونسية المختصة. ومن تلك المعالم برج خلف الفتى المطل على القصبة الذي يرتفع 30 متراً ويمكن للسائح منه أن يستمتع بنظرة عامة على المدينة. وكذلك الرباط وهو عبارة عن حصن بني في عهد دولة المرابطين، والجامع الكبير الذي بناه الأمير الأغلبي عام 850م، والمتحف الذي يضم مجموعة هامة من الفسيفساء. كذلك من أهم المعالم السياحية التي لا يمكن لأي سائح لسوسة تجاهلها، هو ميناء القنطاوي الذي فكر التونسيون فيه كوسيلة تجديدية للسياحة التونسية في حوالي عام 1973 ذ 1974 . الأولى من الميناء عام 1979م كمفهوم سياحي جديد في تونس هو مفهوم الميناء الترفيهي الذي أصبح نقطة جذب سياحية كبرى. ويضم الميناء حوضاً بمساحة أربعة هكتارات يمكنه استيعاب أكثر من ثلاثمائة يخت، وملعباً عالمياً للجولف به 36 حفرة، يشغل مساحة 130 هكتاراً تمتد من شاطيء البحر إلى سفح الهضاب المطلة على الميناء. كما يضم الميناء مشاريع عقارية مثل مشروع ديار البحر الذي يتكون من 851 شقة و78 محلات تجارياً، ومشرع ديار الحدائق الذي يحتوي على 214 شقة و40 محلا تجارياً، وموقفاً للسيارات يتسع لحوالي 800 سيارة. ويجذب ميناء القنطاوي حوالي مليوني سائح سنوياً يستمتعون بالتجول على أرصفته والتبضع في متاجره والأكل في مطاعمه وتناول المشروبات في مقاهيه وممارسة الأنشطة البحرية في مياهه مثل ركوب الغواصات والتجوال في القوارب السريعة والتزلج على الماء، ممضين بذلك أوقاتاً يمكن أن تعد من أجمل ما يمكن للسائح أن يمضيه في أي بقعة سياحية في العالم.